بقايا حطام الطائرة الحربية للعقيد «جون بيار» لا تزال شاهدة على وحشية جرائم «المنطقة المحرمة» يسود اعتقاد واسع وسط مجاهدي ولاية ڤالمة، أن إحياء الجزائر للذكرى الخمسين للاستقلال الوطني، يعتبر فرصة لإجراء كشف علمي دقيق ومسح شامل للأعمال الإجرامية التي قام بها المستعمر الفرنسي في الجزائر. واستغلت «البلاد» فرصة توجه جمع من المجاهدين وأبناء شهداء ومواطنين وسلطات محلية مدنية وعسكرية ومواطنين وطلبة جامعين، إلى مقبرة الشهداء بأعالي جبال «مرمورة» في ولاية ڤالمة، للترحم على أرواح الشهداء، بمناسبة مرور الذكرى ال64 لمعركة مرمورة التي وقعت في ال28ماي 1958 واستمرّت يومين كاملين، بقيادة قادة بارزين من الولاية التاريخية الثانية لتعيد شريط ذكريات المجازر في أكثر من «المنطقة المحرمة» الواقعة على امتداد بلديتي بوحمدان والركنية بالولاية. وان كان السعيد عبادو قد صرح باختصار في هذه المناسبة أن معركة مرمورة التي وقعت في 28 ماي 1958، عرفت مواجهة بطولية على مدار يومين بين نحو 100 مجاهد مقابل أكثر من 7 آلاف جندي فرنسي معززين بالعتاد والطائرات الحربية، واستشهد فيها العشرات من أبطال ثورة التحرير، في حين قدرت خسائر العدو بنحو250 قتيلا، منهم العقيد «جان بيار»، الذي أسقط جيش التحرير طائرته وما تزال بقاياها بمكان المعركة، بالإضافة إلى 150 جريحا. علما أن سكان الركنية وبوحمدان وكافة المنتسبين إلى الأسرة الثورية بڤالمة يحفظون عن ظهر قلب أبرز محطات شريط المآسي والمجازر الفظيعة التي ارتكبها القائد الفرنسي لومان الذي تطوع رفقة العقيد جون بيار لتطهير القلعة الحصينة من الثوار والأهالي الواقفين إلى جانبهم. معركة شرسة مع كتيبة السفاح لومان كانت المهمة صعبة أمام لومان وكتيبة الموت التي كان يقودها وكان للتحدي الذي رفعه قادة الثورة بالمنطقة المحرمة ثمنا باهظا: مشاتي أحرقت بالكامل، مئات الضحايا منهم من سقط في جبهات القتال ومنهم من أعدم، نهب للممتلكات وتهجير قسري لبقايا السكان الذين فروا إلى مناطق أخرى بعيدة هروبا من حرب الإبادة التي وصلت إلى حد التطهير العرقي عندما قرر لومان بقر بطون النساء الحوامل لتسلية جنوده وإقامة الرهان بينهم حول جنس الجنين ذكر هو أم أنثى. بين هذه الجبال والأودية والكهوف السحيقة دارت أشرس المعارك مع كتيبة المجرم لومان وبين هذه الجبال أيضا كانت نهايته على يدي جندي من جنوده في يوم من أيام الثورة العظيمة. يقول شهود عيان عايشوا وقائع الثورة بأن ما كان يعرف بالمنطقة الثانية بالولاية التاريخية الثانية التي تقع اليوم على الشريط الفاصل بين بلديتي الركنية وبوحمدان، كانت من بين المعاقل الحصينة للثورة فيها تعقد الاجتماعات وتوضع الخطط ويعالج الجرحى ومنها تنطلق المعارك الكبرى وقد كانت الجغرافيا المعقدة إلى جانب قادة الثورة بالمنطقة، مما صعب من مهمة القوات الاستعمارية التي عجزت عن بسط سيطرتها على جبال مرمورة، الشعايرية، القرار، دباغ، عيون القصب وبوعربيد فقررت تسليم المهمة إلى كتيبة لومان التي انتهجت أسلوب الصدمة والرهبة. بقايا سكان المنطقة المحرمة مازالوا يتذكرون الجرائم البشعة التي ارتكبها لومان والتي طالت الإنسان والحيوان حتى وصل الأمر إلى حد إقامة الرهان بين جنود لومان حول ما إذا كان الجنين في بطن أمه ذكرا أم أنثى تفتح بطون النساء الحوامل وهن أحياء وتستخرج الأجنة ويحتفل الجندي الفائز بكسب الرهان، ثم يذبح الجنين وتعدم أمه رميا بالرصاص بأمر من لومان الذي يقوم أيضا بتدريب جنوده على فنيات الرمي والقنص من مسافات بعيدة، حيث تتخذ البغال كأهداف للقنص. أما الأبقار والأغنام فكانت تساق إلى أسواق مدينة عزابة المجاورة لبيعها هناك واقتسام أموالها بين جنود لومان الذين تتشكل غالبيتهم من الحركى الذين خانوا الدين والوطن وتحولوا إلى مصدر رعب وأداة قتل رهيبة بالإقليم الغربي لولاية قالمة. وكانت نساء المنطقة المحرمة يرددن أناشيد ثورية خالدة أعطت دعما كبيرا للثوار وضربت حركى لومان في الصميم، يقول مطلع الأنشودة الخالدة: الحركي طويل طويل.. متحزم على القشابية خوتوا يضربوا على الدين .. وهو يضرب على الشهرية كانت الأنشودة تردد بالمنطقة المحرمة في عز الثورة، تردد في الأعراس وفي تجمعات المجاهدين وانتشرت كلماتها المدوية عبر العديد من مناطق الولاية فكانت الكلمة سلاحا آخر لثني عزيمة كتيبة الموت التي انتقلت إلى أسلوب الحرق الذي طال المشاتي وحقول القمح والمواشي، لكن الثورة لم تتوقف بالمنطقة المحرمة وطورت أساليب أخرى لمواجهة لومان، حيث تم وضع نظام مراقبة لتحركات المجرم خلال ساعات الليل يعرف بنظام العسة الذي يراقب المنطقة من عيون القصب إلى بوعربيد ويرسل نداء الهروب إلى السكان مباشرة عند تحرك أول آلية للعدو وعند وصول لومان يجد المنطقة خالية من السكان والحيوان وأمام هذا التحول طلب لومان من القيادة الفرنسية بڤالمة السماح له بتخطي الحدود الجغرافية للمنطقة المحرمة وملاحقة السكان الفارين. ويقول الشهود الذين عايشوا الوقائع الجهنمية إن لومان قام بسلسلة إعدامات جماعية بمشاتي بوغدير، القرار، مليلة، الملعب وعين براهم وسلب ونهب ممتلكات السكان وأحرق المنازل، لكنه لم يتمكن من إنجاز مهمته والقضاء على الثورة وكانت نهايته على يدي جندي من جنوده بجبل الشعايرية في يوم تاريخي سقط فيه العديد من الشهداء وأعلنت فيه فرنسا الحداد على لومان الذي نقل جثمانه على متن مروحية حطت أمام الكهف الذي قتل فيه بينما كان يطارد المجاهدين، حيث أجبر جنوده على دخول الكهف المظلم لكنهم رفضوا أوامره خوفا من الموت فقرر الدخول بمفرده عبر بوابة ضيقة بينما بقي جنوده خارج الكهف ينتظرون خروج الثوار من البوابة الثانية، لكن لومان تاه في ظلمة الكهف وأخطأ الطريق وخرج من البوابة الثانية التي كانت تحت مرمى النيران فأطلق عليه أحد جنوده النار وسقط صريعا على الفور فانتقمت له كتيبته وقتلت العديد من سكان المنطقة الذين وقعوا في الأسر قبل المعركة. هزيمة نكراء للعقيد المجرم «جون بيار» تقول شهادات تاريخية موثقة إن العقيد «جون بيار» الذي طار إلى «مرمورة» يستطلع وضع المعركة الدائرة رحاها هناك، بعد أن أعطى أوامره بإرسال حامية من جنده للقضاء على ثوار جبهة وجيش التحرير المتمركزين بالجبل العتيد، ذي الصخر العنيد، يمثلون واحدة من أهم وأنشط الخلايا الفاعلة في تلك الجهة، يدعمهم بعض المسبلين من أبناء المنطقة، أقسم «العقيد» أن يسحقهم ويقلب مرمورة على رؤوسهم. وتنقل شهادات وتصريحات موثقة عن المجاهد المرحوم «علي لطرش» الذي عايش ظروف تلك المعركة، أن «الأقدار ومعها ظروف وتحديات تلك الأيام (صيف 1958) والإرادة الفولاذية للرجال وعزيمة الثوار خلال ذلك اليوم المشهود الذي تعاقب فيه النهار بالليل دون أن نشعر، كانت نتيجتها أن حسمنا السجال القائم بيننا وبينهم أو بين جبل مرمورة الملتهب والعقيد المكسور الجناح مثل الطائر وهو يشوى بنار المعركة التي جاء إليها وهو يتبجح بعنجهية وغطرسة على متن مروحيته، يعطي الأوامر لعساكره ويأمرهم بالتقدم نحونا.. حيث الجحيم ينتظرهم! ويواصل عمي علي سرد كرنولوجيا «معركة مرمورة» كأنه عاد منها للتو… أو عاشها ليلة البارحة (لم يكن ذلك المسكين (العقيد) يدرك يومها أن سواعد أبناء مرمورة سوف تطاله مع طائرته وتقتنص من معه وترمي بهم في بركان المعركة (؟!) وهو ما حدث فعلا، إذ لم تهدأ المعركة إلا وقد أتت على العقيد وضباطه وطائرته في يوم مشهود. يقول «عمي علي» عن حصيلة شهداء مرمورة إنهم ناهزوا 43 شهيدا من صفوفنا، وفي الطرف الفرنسي تم القضاء على العقيد جون بيار وعدد معتبر من الضباط والجنود. وقد دامت المعركة زهاء أربع وعشرين ساعة.. دون أن تشعر يستدرجك «عمي علي» إلى أجواء معركة مرمورة، مواصلا عرضه الشيق لأدق تفاصيلها وجزئياتها، إذ يواصل سرد تلك الأحداث المتسارعة، المروعة، بطريقته الهادئة التي لا تقاوم، حتى لا يترك لك المناورة للذهاب بعيدا عن محراب عشقه الأبدي «مرمورة» معبودته السرمدية، يعشق صخرها وشجرها وكل تضاريسها الساحرة التي شهدت ميلاده، وبين أحضانها شهد ميلاد حبه الأزلي لهذا الوطن المفدى، منذ صرخته الأولى حين فتح عينيه على هذا العالم! يسرح بعيدا عنك بعيونه الثاقبة وكأني به يقتنص لك شيئا عزيزا، ونادرا، من مخزونه التاريخي الذي لا ينضب! مواصلا حديثه معك: لا تخف، ولا تحزن، اطمئن! فالتاريخ مازال يذكر واقعة «مرمورة» تلك الملحمة البطولية التي اختلط يومها بليلها، إذ التحم النهار بالليل، وتعانقت أرض مرمورة بسمائها في مشهد تراجيدي لا يتكرر.. ففي تلك الليلة فقد الليل سواده وسكينته، لأن «السواد» ليلتها صار حبرا قانيا كتب به الفرنسيون فوق دفاتر هزائمهم وقائع تلك الهزيمة التي منيوا بها أمام سواعد الثوار الفولاذية، لن تستطيع فرنسا ولا ساستها ولا مؤرخوها نسيانها، حسب تصريحات البطل علي لطرش. الأرشيف.. وما خفي أعظم يقول سكان المنطقة المحرمة إن المجازر التي ارتكبها لومان لا تقل فضاعة وبشاعة عن تلك التي قام بها السفاح أندري آشياري بمدينة ڤالمة في 8 ماي 45، لكنهم تأسفوا لتغييب المنطقة طيلة هذه السنوات وطالبوا الباحثين والمؤرخين بتسليط الضوء على حرب الإبادة بالمنطقة المحرمة واسترجاع الأرشيف الخاص بها وإقامة نصب تذكاري بقلب المنطقة يخلد ضحايا تلك المجازر الذين يضافون إلى قوافل الشهداء الذين سقطوا بجبال طاية، مرمورة، دباغ، عيون القصب، القرار، بوعربيد والشعايرية وهي المعارك التي طالها النسيان وأغفلها المؤرخون. المجاهد عبد الله مرداسي شاهد على مجازر مروعة بالطارف وسوق أهراسوعنابة الجيش الفرنسي كان يخدر الجنود بمشروب «الشمشم» قبل ارتكاب المجازر ثوار امتطوا قوارب من الخشب و«الديس « لنقل أسلحة ومجاهدين من وإلى تونس أكد المجاهد عبد الله مرداسي، عضو المكتب الولائي لمنظمة المجاهدين بعنابة، أن جنود المستعمر الفرنسي كانوا يقدمون على احتساء مشروب يعرف بتسمية «الشمشم» قبل خوضهم مختلف الهجمات التي كانوا قد شنوها على قرى ومداشر ضاحيتي عنابة والطارف، مضيفا أن هذا المشروب يجعل الإنسان يفقد كامل وعيه، وقد استعمله مسؤولو القوات الفرنسية لدفع جنود جيشهم إلى المواجهات المسلحة المباشرة مع عناصر جيش التحرير الوطني، وكأن القوات الفرنسية لجأت إلى هذا المشروب، لإزالة الخوف عن جيشها، وإلزامه بمقاومة العزيمة الكبيرة التي أظهرها الثوار الأشاوس من أجل تحرير وطنهم. وأشار مرداسي إلى أن جنود جيش جبهة التحرير الوطني تفطنوا لمفعول هذا المشروب إثر بعض المعارك التي دارت بين الطرفين بضواحي منطقة الشافية، لأن الجنود الفرنسيين والذين كانوا يخشون المواجهة المباشرة مع جيش التحرير أصبحوا يتجرأون على الوقوف في الطريق، وعدم الهروب من الأماكن التي كان المجاهدون يختبأون فيها، ليستطرد محدثنا بأن مشروب «الشمشم « كان موجها فقط لجنود المستعمر الفرنسي، وليس للقادة، وقد علم أفراد جيش جبهة التحرير الوطني بهذا الأمر عن طريق معلومات تحصلوا عليها من طرف بعض المخبرين، الأمر الذي دفعهم إلى أخذ احتياطاتهم في المواجهات المسلحة المباشرة مع الجيش الفرنسي، كون هذا المشروب عبارة عن مخدر يفقد متناوله الوعي مباشرة بعد إحتساء كمية منه، والسلطات الإستعمارية الفرنسية كانت قد عمدت إلى إدراجه ضمن ذخيرة جنودها في محاولة لدفعهم إلى الصمود أمام الإرادة الجزائرية. وبخصوص نشاطه النضالي، أوضح عبد الله مرداسي أنه ينحدر من عائلة ثورية كانت تقيم بمنطقة بوثلجة بولاية الطارف، وأن الثورة زحفت إلى هذه الضاحية في بداية سنة 1955، لما نزل أول فوج يتشكل من ثلاثة مجاهدين ضيفا على سكان القرية، وقد اختار منزل عائلة مرداسي كمقر مؤقت للإقامة، حيث كانت البداية بإلقاء خطاب على مجموعة من الشبان للتعريف بأهداف ثورة التحرير المجيدة، قبل أن يتم اختيار ثلاثة أشخاص كمنسقين لجيش التحرير الوطني بمنطقة بوثلجة، رغم أن تحمس الشبان للمساهمة في تحرير الوطن دفع يضيف محدثنا «بالعشرات من سكان بوثلجة إلى الإلتحاق بالجبال، لأن المستعمر تلقى معلومات عن الاجتماع السري الذي عقده ثلاثة مجاهدين بمنزلنا، مما أجبر والدي على الانضمام بصفة علنية إلى صفوف جيش التحرير، برفقة شقيقين لي، بعدما أصبحوا مستهدفين من طرف المستعمر الفرنسي، لكن الوالد استشهد سنة 1957، لألتحق إثرها بالجيش، رغم أن مسؤولي مجموعة التي كانت تنشط على مستوى المنطقة حاولوا منعي من الإنضمام إليهم، بحجة وجود ثلاثة أفراد من عائلتي ضمن المجاهدين، فضلا عن كوني لم أكن أتجاوز 16 سنة من العمر، لكنني نجحت في إقناعهم، لا سيما وأنني كنت مستهدفا من طرف الجيش الفرنسي، وقد كلفت في البداية بتحرير الرسائل الموجهة للمجاهدين في باقي المناطق». وعن المعارك التي شارك فيها ويبقى يحتفظ بها، لم يتردد عمي عبد الله في التأكيد على أن معركة سوق أهراس الكبرى دامت قرابة أسبوع دون انقطاع، وخلفت أزيد من 600 شهيد في صفوف عناصر جيش جبهة التحرير الوطني، كما أن هناك بعض المجاهدين ممن تعرضوا لإصابات خطيرة، استدعت وضعهم في «مغارات صغيرة» هروبا من ملاحقة الجيش الفرنسي، لكن حالتهم الخطيرة جعلت جروحهم تتأثر أكثر، إلى درجة أن «الديدان « ظهرت على أجسام المعطوبين من الجنود، خاصة وأن المعركة استغرقت وقتا طويلا، والوقت لم يكن متوفرا لتقديم العلاج للجرحى. هذا وتبقى معركة جبل بوعباد بمنطقة الشافية من أهم المحطات التي لا تزال راسخة في ذاكرة المجاهد عبد الله مرداسي، لأن عناصر الجيش الوطني الشعبي كانت بصدد اقتياد مجموعة من الشبان القاطنين بضواحي سيدي سالم والذرعان من أجل تجنيدهم، إلا أن المعلومات التي بلغت المستعمر الفرنسي جعلت قواته تنصب كمينا لأفراد الجيش على مستوى قرية الشافية، لتندلع مواجهات دامت ثلاثة أيام، وكانت حصيلتها استشهاد 15 شخصا. على صعيد آخر أشار ذات المتحدث إلى أن نصب خط موريس صعب نسبيا من مهمة الجماعة التي كانت تنشط على مستوى المنطقة الممتدة بين جبال عنابة والطارف، غير أن الأمور تعقدت أكثر بوضع خط شال، الذي كان حسبه بمثابة حصار على عناصر جيش جبهة التحرير الوطني، لأنه قلص دائرة نشاطهم إلى ضواحي القالة، الطارف، أم الطبول والزيتونة، ولو أنه أكد أن هذين الخطين أجبرا عناصر جيش التحرير الوطني على اتباع طرق أخرى للقيام بالمهام الموكلة لهم، مستشهدا في هذا الشأن بحادثة كان قد شارك فيها، لما أقدم المجاهدون على تركيب قوارب من الخشب و«الديس» واستعمالها في نقل أسلحة وجماعة من عناصر الجيش، وكانت الانطلاقة من شاطئ البطاح بالطارف، غير أن العدو الفرنسي تلقى معلومات بخصوص هذه الخطة، مما جعله يقوم بعملية مطاردة للزوارق الخشبية، لتندلع إثرها معارك ساخنة أسفرت عن سقوط 10 شهداء، لأن المجموعة التي كان ينشط معها كانت مكلفة بتحويل أفراد الجيش من المناطق الحدودية مع تونس إلى الولاية الثانية، مرورا بجبال الإيدوغ.