لم يعد الصمت الذي يخيم حول قضية المرض الغريب الذي مايزال يضرب الماشية بالمدية يجد أي مبررا له، في ظل نفوق المئات من الاغنام عبر العديد من بلديات المدية، وكذا في ظل انتشار الدعاية المغرضة حول نوع هذا المرض الذي ربطه البعض بالطاعون القاتل الذي ظهر بالمغرب الشهر الفارط والذي تسبب في نفوق الالاف من رؤوس الغنم في أيام فقط وهذا بسبب تقاطع بعض الأعراض مع هذا المرض الغريب كارتفاع درجة حرارة الخروف وإصابته بالإسهال، ومنهم من رأى أنه نسخة لمرض حمى الواد المتصدع الذي غالبا ما يظهر في إفريقيا الوسطى، لوجود تشابهات بين المرضين. إلا أن المسؤولين بالفلاحة على مستوى المركزية لم يتخذوا أي إجراءات للتحديد من بقعة انتشار هذا المرض الذي سبق وأن دقت ناقوس خطره البلاد لما كانت الحالات تعد بالعشرات فقط وقد اكتفى المعنيين بهذا الجانب من إعطاء إرشادات وقائية فقط لبعض الموالين، من أجل الحد من انتشار الفيروس من قطيع لأخر كتغيير الثياب التي عاينوا بها الماشية المصابة وفصل الأغنام المصابة عن السليمة دون شروع هذه الأخيرة في البدء بعملية تلقيح للأغنام المصابة والتي بلغت حسب بعض كبار الموالين قرابة الستمائة رأس غنم خلال الأسبوعين الفارطين فقط، والتي كان آخرها سبعون رأسا فقدها أحد الموالين بجنوب المدية الأسبوع الفارط فقط. وقد بات بائعو الماشية ومربوها يلجأون إلى التكتم على عدد الأغنام المصابة لديهم وعدم التصريح بها لمندوبيات الفلاحة، في ظل عدم وجود أي أدوية أو لقاح بإمكانه أن يساهم في شفائها، كما فتح هذا الغياب الملاحظ لمديرية الفلاحة بالمدية الى لجوء الموالين لبيع الماشية المصابة وهي مسلوخة ازجرة ا للجزارين ليلا لاسترجاع ولو الثمن القليل من سعرها الحقيقي. كما أصبحت العديد من محلات البياطرة الخواص المتواجدة بداخل الأحياء السكنية تشهد طوابيرا طويلة منذ ساعات الصبيحة للموالين، على أمل الكشف عن ماشيتهم المصابة بهذا المرض الغريب هذا ما زاد من معاناة السكان المجاورين لهذه المحلات، بعدما أصبح الموالون يلجأون إلى ذبح الماشية التي تكون على مشارف الموت امام أبوابهم أو بوسط حيهم، مما اضطر بعضهم إلى اللجوء إلى المحاكم من أجل وضع حد لهذه العمليات غير القانونية والتي من شأنها أن تؤزم من هذا المرض الغريب أو تسهم في انتقاله، والذين طالبوا من المعنيين بوضع محلات للبياطرة على ضفاف المدن أو منع استقبال الماشية بداخل المدن.