قضت محكمة تونسية اليوم بسجن والدة محمد البوعزيزي -مفجر الثورة التونسية- أربعة أشهر مع تأجيل التنفيذ، بعد إدانتها بتهمة الاعتداء اللفظي على قاض وموظف حكومي داخل محكمة سيدي بوزيد. وجاء الحكم -الذي نطقت به محكمة في سيدي بوزيد- بعدما اعترفت منوبية البوعزيزي (60 عاما) بالتهمة المنسوبة إليها. وكانت المحكمة قد أمرت قبل أسبوع بإبقاء منوبية قيد الحبس التحفظي في سجن للنساء بمدينة قفصة قرب سيدي بوزيد، بعد أن دخلت في مشادة لفظية مع أحد القضاة. وقد أفرج عن منوبية اليوم بعد صدور الحكم الذي قضى أيضا بتحميلها النفقات القانونية للقضية. وكانت منوبية حين وقوع التهمة المنسوبة إليها، موجودة داخل المحكمة لتوقيع وثائق تسمح لها بالحصول على تعويضات قررت الحكومة صرفها لشهداء الثورة التي فجرها ابنها محمد، حين أحرق نفسه قبل نحو 19 شهرا، مما أشعل انتفاضة أطاحت بحكم زين العابدين بن علي. وكانت عائلة البوعزيزي قد اضطرت لمغادرة بلدة سيدي بوزيد بعد أن زاد رواج الشائعات التي تتهمها باستغلال وفاة ابنها لتحصيل مكتسبات غير مشروعة. وقد أقر سالم شقيق محمد البوعزيزي بأن والدته شتمت موظف المحكمة، لكن سلوكها كان مجرد رد فعل حسب قوله، فقد “شتمها ودفعها وأغلق الباب في وجهها دون أي سبب”، متهما موظفي المحكمة “بالتباطؤ والتلكؤ في تقديم خدمات عمومية”.