طرح قرار المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية لناشري الكتب القاضي بسحب الثقة من الرئيس إسماعيل أمزيان وانتخاب فيصل هومة رئيسا بالإجماع بدلا عنه، ''جدلا قانونيا'' حول شرعية الاجتماع والتصويت ورهن هذا الجدل نجاح معرض الجزائر الدولي للكتاب. ''. وجاء القرار عقب الاجتماع الاستثنائي المنعقد مؤخرا في مقر النقابة، بعد أن طالب عدد من الناشرين بعقد جمعية عامة للنقابة لمساءلة أمزيان عن التقرير المالي والأدبي المقدم الذي ''لم ينل رضا أعضاء النقابة'' وأيضا التصريحات الأخيرة التي أطلقها، أين قال إنه من حق وزارة الثقافة إبعاد الناشرين من لجنة الكتاب المكلفة بقراءة وترشيح الأعمال التي ستصدر من باب ''التقليل من الأخطاء المرتكبة في تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية عندما كان الناشرون أعضاء في اللجنة'' وهي التصريحات التي أثارت غضب العديد من دور النشر الجزائرية دفع بالكثير منها إلى مقاطعة معرض الجزائر الدولي لأدب وكتاب الشباب الذي نظم قبيل المهرجان الثقافي الإفريقي، واتهم العديد من الناشرين أمزيان بإهانتهم بدل الدفاع عنهم، وشددوا على أن مشكلتهم مع إسماعيل أمزيان كرئيس نقابة وليس مع وزارة الثقافة، وأكدوا على أنه لم يكن في نيتهم ''إفساد العرس الإفريقي''. وكانت القطرة التي أفاضت كأس الصراع الدائر في نقابة الناشرين هو اتهام أعضاء النقابة أمزيان بالاستحواذ على مشاريع النشر في إطار المهرجان الثقافي الإفريقي لصالح ''دار القصبة''، وهي الاتهامات التي يقول عنها أمزيان إنها غير مؤسسة وغير صحيحة غير أن هذا النفي لم يمنع المكتب التنفيذي للنقابة من اتخاذ قراره وهو القرار الذي لا زال يرفضه أمزيان كون الاجتماع مكتب النقابة ''حضره خمسة أعضاء من أصل تسعة وأن العضو الغائب كان قد منح وكالة، كما أن المكتب الذي صوت على القرار لم يبلغ النصاب بعد أن استقال أحد أعضائه''، واستند أمزيان في كلامه إلى المادة 38 من قانون النقابة التي تنص على أنه ''في حالة انسحاب أو شغور منصب الرئيس يعوضه نائب الرئيس مؤقتا إلى أن يعاد انتخاب الرئيس الجديد في أجل أقصاه 90 يوما''، من جهة أخرى، قال أمزيان إن ''اجتماع الجمعية العامة كان عاديا أي في إطار البرنامج السنوي للنقابة، وخلال الاجتماع طلب مني تقديم الاستقالة أو الانسحاب لكنني رفضت لأني لم أترشح في الانتخابات السابقة ولم أسع لأكون على رأس النقابة كما أنني لم أتجاوز القوانين المسيرة للنقابة حتى أقدم استقالتي''، عدا ذلك أضاف أمزيان إنه رفض أن يبقى رئيسا شرفيا للنقابة كون هذه الأخيرة ''لم تقدم له شيئا بالقدر الذي خدمها هو والإنجازات التي حققتها النقابة في عهده''. أحمد ماضي مدير دار ''الحكمة'' رحيل أمزيان يخدم النقابة والناشرين أكد أحمد ماضي، مدير ''دار الحكمة'' في تصريح ل''البلاد'' على أن قرار سحب الثقة من الرئيس السابق للنقابة إسماعيل أمزيان الذي صوت عليه هو وأعضاء النقابة بالأغلبية في اقتراع سري كان قرارا صائبا يخدم النقابة والناشرين الجزائريين، وأضاف ماضي أن أمزيان سيكون محافظا للمعرض الدولي للكتاب الأمر الذي جعل أغلبية الناشرين يفكرون في مقاطعة المعرض الذي سينطلق ال27 أكتوبر إلى غاية 6 نوفمبر القادم وهو ''ما ولد اضطرابات ونزاعات بين دور النشر تعمل دار الحكمة على تسويتها'' كما أخبرنا مديرها، مشيرا في ذات السياق إلى أن إسماعيل أمزيان ''اقترف من الغلطات ما يكفي لسحب الثقة منه ويرشح فيصل هومة خليفة له''، وأرجع ماضي تنحية أمزيان من منصبه إلى سببين رئيسين أولهما التقرير المالي ''الذي لم يكن في صالحه ومرفوضا من الجمعية العامة التي لاحظت عدم ورود كشف ميزانية معرض نيويورك المقام مؤخرا في كشف الميزانية الكلي'' وثاني سبب، الذي اعتبره ماضي ''القطرة التي أفاضت الكأس'' هو معرض الجزائر الدولي للأدب وكتاب الشباب الذي نظم قبيل انطلاق المهرجان الثقافي الإفريقي وكان أمزيان محافظا له، أين تبين أن هذا الأخير، يقول ماضي، أخذ حصة الأسد بنسبة 50 بالمئة من الكتب واستولى عليها نشرا وطبعا لصالح دار القصبة، وأضاف ماضي ''سألت أمزيان عن مصير 250 عنوان التي وعدت بها وهو الاتهام الذي استنكره بشدة وعبر عن سخطه بالقول ''آتوا برهانكم إن استطعتم فأنا لست خادما للناشرين'' كما نقل لنا أحمد ماضي على لسان إسماعيل أمزيان. حسن بن نعمان مدير دار ''الأمة'' لا أعترف ب''هومة'' رئيسا و''المخطط الخماسي'' هو أصل ''التكالب'' من جهته، اعتبر حسن بن نعمان مدير دار''الأمة'' تقليد فيصل هومة منصب رئيس نقابة الناشرين عوض إسماعيل أمزيان، خرقا لقوانين النقابة التي تفرض التصويت بالأغلبية، واكتفى بتسميته ''مفوضا نقابيا'' لا يمكن الإقرار به كرئيس لأنه لم يحصل على أغلبية الأصوات وفقا للقوانين الداخلية للنقابة والتي يفترض أن تكون 5 أصوات من أصل تسعة وهو العدد الإجمالي لأعضاء المكتب التنفيذي للنقابة الأمر الذي لم يحدث عندما اختير ''هومة'' رئيسا بديلا عن أمزيان واصفا ذلك ب''الاحتيال'' و''البزنسة'' و''الانتهازية'' قبل أن يستكمل بن نعمان الحديث بالقول ''إن التصريح الأخير للرئيس بوتفليقة حول المخطط الخماسي القادم الذي سيركز على قطاع الثقافة خلق تكالبا قويا على هرم نقابة الناشرين وزاد من أطماع الانتهازيين الذين تعول عليهم الجزائر والنقابة في وقت واحد'' على حد تعبيره قبل أن يواصل حديثه بالقول إن ''هذه الاضطرابات والتجاوزات الحاصلة داخل النقابة لن تؤثر سلبا على المعرض الدولي للكتاب المنتظر بالنظر إلى المهنيين القائمين على إنجاحه بعيدا عن الضغط والحسابات الشخصية''. فيصل هومة، مدير دار''المعرفة'' قرار سحب الثقة كان شرعيا ومعرض الكتاب سيكون في الموعد قال فيصل هومة، الرئيس المؤقت للنقابة الوطنية لناشري الكتب في تصريح ل''البلاد'' إن ''اجتماع النقابة الأخير كان بطلب من أمزيان الذي وقع على جدول أعمال الحضور وشارك في اتخاذ قرار الانسحاب، وبالنسبة لمسالة ''عدم شرعية القرار وما قيل عن أن القرار كان انقلابيا فإن المكتب به تسعة أعضاء حضر منهم ثمانية في حين منح العضو الغائب وكالة ما يعني أن القرار الذي اتخذته النقابة كان شرعيا''، من جهة أخرى، تحدث هومة عن تنظيم المعرض الدولي للكتاب أين قال إن الأزمة الأخيرة ''لن تؤثر على تنظيم المعرض لأن المكتب لم يتغير ولايزال محتفظا بنفس الأفكار وإن وقعت خلافات بين أعضائه أدت إلى تغيير الرئيس فإن ذلك لن يمنعه من مواصلة عمله بشكل عادي