شهد يوم 14 ماي 1999 ميلاد ملاك القرآن بعين ولمان، آية في التربية العالية، الأخلاق الرفيعة والجمال الإلهي. إنها سوسن بوهالي، البنت الكبرى لمربيين فاضلين أستاذين في سلك التعليم. بدأت حفظ القرآن الكريم في سن الثالثة، إذ كانت الأم الفاضلة تحفظها قصار الصور حتى سن الأربع سنوات لتكون قد نهلت من القرآن الكريم ما قارب الحزب والنصف. وفي سن السادسة وبحكم أن الشيخ القدير «خالد شايب» معلم القرآن بمسجد البدر كان جارا للعائلة بحي 400 مسكن وسط مدينة عين ولمان، تبنى هذه الطفلة وأخذ بيدها إلى جنة حفظ كتاب الله وتتلمذت بعدها على يده. سوسن تبدأ يومها ليس ككل من في سنها، إذ تستيقظ في حدود الساعة السادسة صباحا تراجع رفقة الوالد حفظها الله وردها القرآني ثم تتوجه إلى المدرسة لمزاولة دراستها فهي تلميذة في السنة الثانية متوسط متفوقة جدا يتراوح معدلها بين 17 و18، وفي المساء بعد انتهاء فترة الدراسة تتوجه إلى مسجد البدر من الساعة 16:30 إلى غاية 19 رفقة زميلاتها ال40 ضاربة يوميا موعدا متجددا مع الرقي والترقي مع كتاب الله. سوسن ختمت كتاب الله في أفريل الماضي وتقول في كلمة واحدة «أنا جد مفتخرة بنفسي»، تحلم مستقبلا أن تكون طبيبة وليس هذا فقط، بل أن تحفظ كتاب الله لكل الفتيات الصغيرات وأن تصبح شيخة قرآن بامتياز وافتخارها بختمها للقرآن الكريم لا تتمناه حكرا عليها وتصبوا لئن ينعم جميع من في سنها بما أنعم الله عليها.