- ندوات ومحاضرات عن تاريخ النشر وثورة التحرير والأدب الجزائري - استبعاد الكتاب الديني في انتظار إنشاء معرض دولي خاص به أيمن السامرائي علمت “البلاد” من مصادر خاصة، أن برنامج الطبعة الساعة عشرة لمعرض الجزائر الدولي للكتاب التي تقام ابتداء من العشرين إلى غاية التاسع والعشرين من الشهر الجاري، لم يحمل شيئا جديدا من حيث طبيعة الضيوف والمحاضرات والندوات الفكرية. ووفق المعلومات التي استقتها “البلاد” من محيط محافظة التظاهرة فإن البرنامج يتناول تاريخ الثورة والأدب والفن ونقاشات حول الكتاب، والنشر والمسرح في الجزائر في فترة خمسين سنة من استرجاع الاستقلال، وحتى خلال ثورة التحرير، وذلك من تنشيط كتاب وشعراء ومؤرخين جزائريين وأجانب يغلب على أسمائهم طابع التكرار الذي يسجل في كل طبعة، فبالنسبة للجزائريين؛ يشارك مرة أخرى كل من أحمد منور ورشيد بوجدرة وواسيني الأعرج وحميد قرين وزينب الأعوج وتسعديت ياسين، بالإضافة إلى الكتاب المغتربين عمارة لخوص وفضيلة مرابط وياسمينة خضرة. أما الأجانب، فتم الاستنجاد بمثقفين من “الدرجة الثانية” غالبيتهم شخصيات سبق لها المشاركة مرارا وغالبية هؤلاء تربطهم صداقات قوية مع من وضعوا كمستشارين لمحافظ المعرض أمثال ياسين عدنان وإسكندر حبش وخالد نجار وغيرهم من الأسماء “المكررة في كل مرة”. ولا يرتقب أن يأتي هؤلاء بجديد في هذه المشاركة خاصة إذا ما نظرنا إلى كون هذه الأسماء شاركت على الأقل في الثلاث طبعات السابقة من المعرض وكانت مشاركتها لا تختلف عن سابقتها، فمثلا الشاعرة زينب الأعوج تشارك في كل التظاهرات الثقافية والأدبية بقراءتها لنص شعري واحد؛ وفي المقابل؛ نجد أن باقي المبدعين والمثقفين لا تقدم لهم الدعوات للمشاركة لا في معرض الكتاب أو في غيره من النشاطات التي تقيمها وزارة الثقافة. في السياق ذاته، ستقام غالبية نشاطات المعرض على مساحة تقدر بحوالي 13 ألف متر مربع، تم تخصيص جزء كبير منها لفضاء “خمسين سنة من النشر”، حيث سيعكس هذا الفضاء، وفق مصادرنا، واقع النشر بعد 50 سنة من “استرجاع استقلال الجزائر”. ومن بين المحاضرات المنتظر تقديمها “الكتاب الجزائري ونصف قرن من التاريخ” و”تاريخ القومية والثورة التحريرية في النشر الجزائري”، و”دور الطلبة في ثورة التحرير”، و”الترجمة في الجزائر”، و”الأدب النسوي في بلدان المتوسط”، إلى جانب تنظيم وقفات تكريمية تخصص لعدد من الكتاب الجزائريين من بينهم الراحل أحمد رضا حوحو وياسمينة خضرة ورشيد بوجدرة. من ناحية أخرى، تسجل الطبعة الجديدة، مشاركة 630 ناشرا من بينهم 170 جزائريا، أما بخصوص عدد الدول التي ستشارك في المعرض فتقدر ب 41 دولة، حيث ستركز العناوين المعروضة على مجالات الأدب والفكر والتاريخ والعلوم وكتاب الطفل، بينما سيكون الكتاب الديني أكبر الغائبين، حيث عمدت محافظة المعرض إلى التقليل من وجود الكتاب الديني من خلال تعليمة وجهتها في وقت سابق للناشرين نصت على أن الأولوية للكتاب العلمي وللإبداع الأدبي. وهنا؛ تم رفض غالبية الكتب الدينية التي سمح بتواجدها في الطبعات السابقة، في حين أوضحت مصادر ل”البلاد” أن هناك توجها نحو إيجاد ما وصفتها ب”سطوة الكتاب الديني في مختلف المعارض”، وذلك من خلال التفكير في إنشاء معرض دولي خاص بالكتاب الديني بدل دمجه مع معرض الكتاب الدولي.