استقرت دائرة البرمجة في التلفزيون الجزائري أخيرا على بعض العروض والبرامج التي ستطل شهر رمضان الكريم بعد طول انتظار كلف المخرجين والممثلين صبرا وقلقا لتظهر نتيجة "غربلة" لجنة المشاهدة التي قد ترضي البعض وتغضب الآخر ليبقى للجمهور الجزائري أن يحكم على الأعمال المختارة. تقدم مخرجون ومنتجون جزائريون بعروض درامية وبرامج ترفيهية ودينية إلى التلفزيون الجزائري "صانع القرار" الذي حسم الأمر بإعطاء إشارة الضوء الأخضر لبعضها دون أن يكون للبعض الآخر حظ منها، ويتعلق الأمر برفض العديد من الأعمال التي عرضت على لجنة المشاهدة وهي أعمال من إنتاج هذا العام كان أهمها سلسلة في شكل "حكايا رمضانية" قدمتها وكالة إنتاج خاصة ويعود سبب الرفض، حسب مصادر "البلاد" إلى كونها "لم تأت بجديد يذكر وأنها مشابهة لبرامج سابقة تم عرضها في رمضان الماضي". كما تم رفض برنامج ديني للسبب نفسه. وبين هذا وذاك، يقف مسلسل "القلادة " للمخرجة باية الهاشمي في عنق الزجاجة دون أن تقرر لجنة المشاهدة عرضه من عدمه وهو الأمر الذي أكدته صاحبة المسلسل التي قالت ل"البلاد" إنها "سلمت المسلسل إلى صانعي القرار في التلفزيون" وإنها لا تعلم ما إذا كان سيعرض أم لا وليس من صلاحياتها عرض المسلسل من عدمه لأن القلادة أصبح ملكا للتلفزيون"، قبل أن تضيف أن هذا العمل الدرامي الاجتماعي "مهم كونه يعالج موضوعا جديدا يتعلق بمعاناة المرأة السجينة التي تكون ضحية المشاكل والضغوط الاجتماعية". والمسلسل من بطولة ليندة ياسمين وبوعلام بناني ورضا لغواطي وغيرهم. من جهة أخرى، وقع الخيار أيضا على مسلسل "دارنا القديمة" لمخرجه لمين مرباح وهو مسلسل اجتماعي يعود إلى سنوات العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر من خلال 15 حلقة تروي قصة عائلة جزائرية تسكن بحي "القصبة" العاصمي اضطرتها الظروف للعيش ببيت قصديري بعد تهديم بيتها جراء الأعمال الإرهابية. وتتسارع الأحداث ليلتحق أحد أبناء العائلة الثلاثة بالجماعات الإرهابية الرابضة في الجبال متصورا أن الأمر "سيخلصه من مشاكله الاجتماعية والمادية"، غير أنه يجد العكس تماما حيث وجد نفسه متورطا في الأعمال الإجرامية للجماعات الإرهابية. وأمام هذا الواقع، قرر، "بعد نزاع مع ضميره"، تسليم نفسه لمصالح الأمن. وجسد أحداث المسلسل نخبة من الفنانين على غرار سيد علي كويرات وبهية راشدي وعبد النور شلوش وآخرين. من ناحية أخرى تم اختيار مسلسل "عيسات إيدير" من إنتاج التلفزيون الجزائري وأخرجه الأردني كمال اللحام، وهو عمل تاريخي من 15 حلقة يروي سيرة مؤسس الاتحاد العام للعمال الجزائريين الشهيد عيسات إيدير. ويركز المسلسل على أهم الأحداث التي طبعت مسار عيسات إيدير النضالي بداية من الحرب العالمية الأولى إلى غاية استشهاده سنة 1959• المسلسل من بطولة أسماء لامعة في الساحة الدرامية الجزائرية على غرار سيد أحمد أقومي وعبد النور شلوش وعبد الباسط ولد خليفة وآخرين جسدوا أحداث المسلسل الذي تم تصويره في مناطق نائية من ولاية برج بوعريريج، المنصورة، إيجدران، تيبازة والعاصمة. وقد تم الاعتماد في كتابة سيناريو العمل على مراجع وبحوث تاريخية بما في ذلك كتاب شقيق الشهيد عيسات إيدير. وإلى جانب هذه الأعمال، سيطل علينا الممثل لخضر بوخرص من خلال سلسلة سيدكوم "سوق لخضر" بعد سلسلة "عمارة الحاج لخضر". وقال بوخرص بشأن العمل الجديد إنه "سيكون متميزا ومختلفا عن أعمالي السابقة من خلال تضمنه نصا كوميديا وفكرة يعالجان مختلف قضايا المجتمع بكل شرائحه" على حد تعبيره. وسيكون للجمهور الجزائري موعد مع المسلسل الاجتماعي الجديد "مكاتيب" في رمضان، وهو عمل درامي من إخراج سيد علي فطار ويضم 15 حلقة تدور أحداثها حول قصة فتاة تكتشف أن زوجها مصاب بمرض خبيث، غير أنها أخفت الأمر عن أهلها "حتى لا يطالبوها بالانفصال عنه وهو الرجل عاشت معه قصة حب عنيفة قبل أن ترتبط به". وسيشهد هذا العمل عودة الفنان مصطفى برور بعد غياب طويل إلى الشاشة. كما سيكون للفنان صالح أوفروت نصيب من شهر رمضان الكريم من خلال إطلالته عبر سلسلة "جمعي فاميلي 2" للمخرج جعفر قاسم، وهي السلسلة التي تم عرضها شهر رمضان الماضي ولقيت استحسان الجمهور ويجمع العمل في قالب فكاهي، كلا من أوفروت بالممثلة سميرة صحراوي وكمال بوعكاز وحميد عاشوري وغيرهم. من ناحية أخرى، سيكون للفنان صالح أوفروت مشاركة أخرى من خلال سلسلة "ناس وناس" للمخرج عزيز قابس وهي سلسلة تربوية اجتماعية. كما يطل الممثل الفكاهي حميد عاشوري على جمهوره في رمضان من خلال "بوراكة" وهو البرنامج الذي تعوّد عاشوري أن يدخل من خلاله إلى البيوت الجزائرية للتعرف على أصناف الأكل والأطباق التقليدية وتعريف المشاهدين بها إلى جانب مسابقة يختبر فيها ثقافة الجزائريين حيث يختار أسئلة بسيطة خصيصا ل"بوراكته". يذكر أن عبد القادر عولمي، المدير العام للتلفزيون، سيعقد في وقت لاحق ندوة صحفية بمقر التلفزيون، يعلن من خلالها برنامج رمضان.