لا يخرج الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم عن دائرة استدراج العالم الإسلامي نحو معارك أخرى، الغرب الذي يحمي الحريات مثلما يدّعي وضع القوانين لحماية كل شيء إلا العرب والمسلمين ودينهم وقداسة الرسل والأنبياء، فهذا أمر في العرف الأوروبي أو الأمريكي يمثل حرية الفكر للمسيء. والغرب يدرك جيدا بواسطة إعلامه وقادته أن مسألة المس بالدين الإسلامي أمر غاية في الحساسية بالنسبة لجميع المسلمين، لذلك يتعمد الزج بالشعوب المسلمة في أتون معارك وحروب يعرف جيدا كيف تنتهي ومتى ولصالح من، لأن ترسانة الإعلام الغربي المسيحي المتطرّف تمكنت من بسط سيطرتها على عقول ملايين البشر، وعندما يقتحم الغاضبون في ليبيا ومصر وتونس أو أي بلد عربي مسلم آخر سفارة الولاية المتحدةالأمريكية، فهم يستهدفون رمزية المكان المسيء لدينهم، لذلك فإن المسؤولية ليست مسؤولية الشارع الذي لا نتفق معه بالضرورة حول الوسيلة رغم اتفاقنا معه حول الهدف، بل مسؤولية النظام الغربي الذي يستخف دوما بقيم المسلمين ودينهم ورموزهم ومقدساتهم. الغرب يتحمل مسؤولية فتح أبواب الانزلاق والتطرف في المواقف، لأنه يحمي غابة الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، ويوفر المناخ الضروري والبيئة التي تعيش فيها أفكار العداء للمسلمين. لماذا يحاكم الغرب كل من يشكك في محرقة اليهود ولا يحاكم كل من يسيء للرسول صلى الله عليه وسلم وللدين الإسلامي؟ ولماذا تسن قوانين معاداة السامية ولا تُسنّ قوانين معاداة الإسلام والمسلمين؟ أسئلة بحاجة إلى أجوبة والغرب سيظل مصدر التطرف والترهيب والإساءة والإرهاب من خلال مواقفه وقوانينه المسيئة لديننا ورسولنا عليه الصلاة والسلام.