عبد السلام بارودي فماذا قالت أمريكا على لسان مندوبها في هبّة الغضب السياسي يا ترى؟ قالت «إيرين بيلتون» المتحدثة باسم بعثة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة «اختار (موغابي) بسخرية أن يقارن بين أفضل ما لدينا وأسوأ ما لدينا… إنّها مقارنة سخيفة وكريهة نرفضها بأشد العبارات.» وأضافت «كان السفير ستيفنز يمثل أفضل ما في أمريكا وقضى حياته يقرب بين الناس وليس تفريقهم. أما بالنسبة للرئيس موغابي فهذا مستوى متدن جديد.» أرأيتم كيف تحمي الإدارة الأمريكية مشاعر مواطنيها وأمتها؟ هل رأيتم كيف تردّ على الآخرين.. آخخخ.. كم قتلت أمريكا من العرب والمسلمين؟ هل تتذكرون صدام حسين؟ ماذا فعلت به؟ ولمن سلّمته؟ ومتى أمرت بإعدامه؟ لقد كان ذلك أسوأ ما في أمريكا.. هل تتذكرون ماذا فعلت بشباب العالم الاسلامي في معتقلات غوانتنامو التي لم يغلقها أوباما بعد؟ كم من عالم قتلت؟ كم من أرض اغتصبت؟ كم من عربي ومسلم قتلت في فلسطين بسبب دعمها الاحتلال الصهيوني هناك؟ من الأسوأ إذن.. القذافي أم أمريكا؟ لست أفهم لما تضعنا الولاياتالمتحدةالأمريكية في قفص الاتهام دوما؟ من ضرب مشاعر العالم الإسلامي بالفيلم المسيئ؟ هل كان «أزلام القذافي»؟ هل تعرف الإدارة الأمريكية لماذا يكرهها العرب حقا؟ كم من طفل رضيع قتلت بسبب حصارها للعراق طيلة التسعينيات الماضية؟ وكم من طفل قتلت في ملاجئ العامرية؟ كم من طفل قتلت في العراق وفي أفغانستان وفي ليبيا. كم من عائلة سعيدة شردتها أمريكا في أوروبا وفي جل الدول العربية؟ لقد طاردت الولاياتالمتحدةالأمريكية ومنذ النصف الثاني من القرن الماضي أحرار العالم.. من الشرق إلى الغرب ومن أروبا إلى أمريكا اللاتينية..فهي لم تقف إلا إلى جانب الموت والدمار، ولم تحرك سفنها وحاملات طائراتها إلا لتخريب عالمنا.. هذه أمريكا وحقيقتها.. حتى في خضم ردود الفعل على الإساءة للنبي محمد صلي الله عليه وسلم لم ترد بالحدة التي ردّت بها على تصريح الرئيس الزيمبابوي الذي لم يعبر إلا عن موقفه ورأيه في مقتل السفير الذي تتحمّل أمريكا مسؤوليته قبل أي جهة أو تنظيم آخر.. لنفرض جدلا أن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي هو أسوا ما في العالم من «ذكريات» وهنا نفتح قوسا لنذّكر الغرب بعلاقاته القوية سابقا مع نظام العقيد اقتصاديا وسياسيا وأمنيا ومخابراتيا.. هل كان أسوأ من أمريكا؟ ولماذا يظل عالمنا في النظرة الأمريكية هو السيئ وعالمهم هو الصالح؟ إنها أسوأ نظريات الغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية التي دقت ساعة تغييرها. فهنالك دائما ما هو خفي عن العالم تحجب رؤيته الكثر من المظاهر والأحداث، حيث أمريكا تقتلنا باسم التحرير وتقصف بلادنا العربية باسم العالم الحر، وتنهب ثرواتنا بأسماء مستعارة، الولاياتالمتحدة أكبر «حڤار» كما يقال عندنا في العالم فهي تدفع ثمن جبروتها من حين لآخر، وهي بالمناسبة من رعت الارهاب وربّته إلى أن اشتد عوده فرماها. لكن السؤال الجوهري الذي يتداوله الشارع العربي: متى تستوعب الولاياتالمتحدة الدرس؟