لا أبلغ من هذا الكلام عند الحديث عن رقم ثقيل في معادلة الشعر العربية هو محمود درويش الذي يرثي نفسه بنفسه في ذكرى رحيله فيقول: ''واسمي، إن أخطأت لفظ اسمي.. بخمسة أحرف أفقيةِ التكوين لي.. ميم المتيم والميتم والمتمم ما مضى.. حاء الحديقة والحبيبة، حيرتانِ وحسرتان.. ميم المغامِر والمعد المسْتعد لموته الموعود منفياً، مريض المشْتهى.. واو الوداع، الوردة الوسطى، ولاءٌ للولادة أينما وجدتْ، ووعْد الوالدين.. دال الدليل، الدرب، دمعة دارةٍ درستْ، ودوري يدللني ويدْميني .. وهذا الاسم لي ولأصدقائي، أينما كانوا، ولي جسدي المؤقت، حاضرا أم غائبا..مِترانِ من هذا التراب سيكفيان الآن.. لي مِتْرٌ و75 سنتمترا.. والباقي لِزهْرٍ فوْضوي اللونِ يشربني على مهلٍ، ولي ما كان لي.. أمسي، وما سيكون لي غدِي البعيد، وعودة الروح الشريد كأن شيئا لم يكنْ.. وكأن شيئاً لم يكن.. جرحٌ طفيف في ذراع الحاضر العبثي.. والتاريخ يسخر من ضحاياه ومن أبطالِه.. يلْقي عليهمْ نظرةً ويمر''.. والسلام عليكم والسلام لنا جمي