مؤلفات عبد الرزاق بن حمادوش الجزائري من هو كتاب في أدب الرحلة قدمه وحققه الباحث أبو القاسم سعد الله، صدر ضمن سلسلة الألف كتاب وكتاب، يقع في 363 صفحة، حوى بالإضافة إلى تنبيه للمحقق أشار فيه إلى النسخة المخطوطة الوحيدة من الجزء الثاني لهذه الرحلة المسماة برحلة إبن حمادوش وهو مقسم إلى ثلاث أقسام تناول خلال القسم الأول تقديم المؤلف إبن حمادوش ورحلته ابتداء من جولة في عصر المؤلف معرجا على وصف المخطوطة المتواجدة في الخزانة العامة بالرباط، ثم يتحدث المحقق عن طريقته في التحقيق ويذكر المصادر المعتمدة وقيمة الرحلة في حد ذاتها مبديا شكره واعترافه للمساعدة المتلقاة خلال عمل دام عشرة سنوات، وصدر في الثمانينات والكتاب الحالي هو إعادة طبعة، أما القسم الثاني فتحدث فيه عن متن الرحلة الذي يمتد من الصفحة 27 إلى غاية 308، أما القسم الثالث فحوى المصادر والفهارس والجداول والرسوم بالإضافة إلى فهرس موضوعات الرحلة أما فيما يخص إبن حمادوش نفسه فقد عاش خلال القرن الثاني عشر الهجري الثامن عشر ميلادي، فقد ولد المؤلف سنة 1107 هجرية 1695 ميلادية وتوفي بعد حوالي 90 سنة في مكان وتاريخ مجهولين، وقد درس في وطنه وتقلد الوظائف لكنه منذ العشرينات من عمره أخد يجوب العام الإسلامي بدأ ذلك بالحج ثم ولى شطر المغرب الأقصى والمشرق في مناسبات أخرى، وقد عاصر خلال عمره الطويل أحداثا هامة في بلاده وعبر العالم ففي الجزائر استقلت الجزائر أو كادت عن الدولة العثمانية زمن الأجل في الحكم أمثال "عبدي باشا" و"محمد باشا" كما حاصر ابن حمادوش تسلط اليهود الاقتصادي خصوصا الذين وفدوا من أوربا، كما عاصر الغارة الإسبانية على الجزائر مثل غارة أوريلي سنة 1775 م، وشهد الحرب الأهلية بالمغرب وكاد أن يذهب ضحيتها، وقد كانت ثقافة ابن حمادوش كمعاصريه ولكنه انفرد عنهم وتميز بتخصصه في الجانب العلمي من هذه الثقافة فبالإضافة إلى العلوم الشرعية واللغوية قراءة وإجازة، كان له ميل نحو العلوم الرياضية والطبية وما شاكلها، فهو طبيب، صيدلي، رياضي، فلكي، منطقي ومختص في علم الفرائض أي المواريث، وقد ألف في هذه العلوم جميعها كما يقول المحقق سعد الله، وذكر ذلك في كتابة " الطبيب الرحالة ابن حمادوش الجزائري "، ويذكر سعد الله أن أسلوب بن حمادوش كان بسيطا في تعبيره بعيدا عن التنميق اللفظي إلى حد التقعر وبالتالي كانت كتاباته لا تناسب ذوقهم إضافة إلى كونه كان يهتم بالمسائل العلمية خلافا لمعاصريه المهتمين بالمسائل الفقهية ورغم معرفته الشخصية بأحمد بن عمار، إلا أن هذا الأخير لم يذكره في رحلته، وحتى الحسين الورثيلاني المعاصر له لم يذكره في رحلته الوثيلانية كما أن ابن المفتي لم يذكره في تقاييده، وقد اهتم بعض العلماء المسلمين برحلة ابن حمادوش لما فيها من أخبار سياسية أو دينية واجتماعية بينما اهتم العلماء الأوربيون بآثاره العلمية على الخصوص، فالسيدان لوسيان لوكيرك وغابريال كولان اهتما به لأنه ألف عن الطب الشعبي العربي، فترجم له الأول الجزء الخاص بالأعشاب والمعروف ب "كشف الرموز" ونشره بالفرنسية، كما ذكره من جهة أخرى ضمن مشاهير مسلمي مدينة الجزائر "جواخيم دي خونز اليز" الإسباني ويعد رودوسي قدور بن مراد التركي صاحب المطبعة الثعالبية بالجزائر أول من قدم جزءا بالعربية عن عمل بن حمادوش، وقد كتب ابن حمادوش العديد من المقامات يحكي فيها ما جرى له وما عاينه في طريقه، وهو يسير من تطوان التي تسأل عن علم الفلك فيها يكن له متقن، غير مؤقت الجامع الكبير الذي قرأ عليه ختمه في الأسطرلاب إلى انتهاء أعمال النهار وأما في الحساب والطب والهندسة فلم يرى من يبحث عنها فضلا عن من يتقنها.وقد استطاع ابن حمادوش أن يخلّد اسمه ويلتقي بالعديد من الأعلام، ورحلته جديرة بالقراءة والمتابعة للمهتمين بشأن الرحلات.