وجه الأستاذ حمادوش العربي، من جامعة قسنطينة، جملة من الانتقادات لكتاب ''الجزائر الثائرة'' للفضيل الورثيلاني، الذي صدر تحت إشراف نجله مسعود حسنين الورثيلاني. أعرب الأستاذ حمادوش عن غضبه وهو ينقل ل''الحوار'' الأخطاء التي حملها كتاب ''الجزائر الثائرة....'' الصادر عام 2007 عن دار الهدى للنشر والتوزيع، والتي وصفها بالتصرفات غير اللائقة التي لا تليق بمقام العلامة الورثيلاني الذي يشهد له العالم بمقامه العلمي ونضاله الفكري والسياسي. أكد حمادوش ان أول طبعة للكتاب في لبنان كانت العام 56 والطبعة الثانية كانت في العام 63، وتعتبر هذه الطبعة النسخة الرابعة التي اشرف عليها نجله الحسنين مسعود الورثيلاني ووزعها علينا في الملتقى الوطني الأول للفضيل الورثيلاني بولاية سطيف، الذي حمل شعار ''سلم في فكر الفضيل الورثيلاني''. وإذا سلمنا بالأخطاء المطبعية يقول حمادوش التي تحرف المعنى تماما مثلا في الصحفة 33 من الكتاب جاء ''في الفكر الباريسي'' بدل ''الفكر الباديسي'' مما يغير المعنى تماما وتنسب بذلك هذه الأقوال للورثيلاني المعروف بدفاعه ونصرته لقضايا الوطن في مختلف مراحل حياته أينما حل، فإذا تجاوزنا الأخطاء المطبعية، فإن الكتاب لا يخلو من الكثير من الأخطاء المعرفية ومغالطات كثيرة منها ما جاء في الصفحة 33 ''جبهة التحرير الوطني التي تم إنشاؤها بلبنان في الفاتح من نوفمبر 54''، يقول حمادوش ''هذا غير صحيح أنشئت في القاهرة وبيانها الأول ظهر في بداية العام 55''. ويضيف ذات المتحدث أن هناك تواريخ ومعلومات كثيرة تحتاج الى تدقيق وضبط، كما أن الطبعات السابقة لم تحمل هذه الأخطاء والورثيلاني بريء منها. جبهة التحرير الوطني لا تحترم القوانين.. اتهامات في غاية الخطورة هذا وأوضح محدثنا أن الأخطاء اللغوية تكاد تشمل كل صفحة من صفحات الكتاب، وهي، حسبه، تعتبر إساءة كبيرة للرجل الذي عرف بفصاحته وبلاغته وسحر بيان لغته. هذه الأخطاء كارثية تقلب المعنى رأسا على عقب، حيث جاء في الصفحة 170 حسب محدثنا ''جمعية العلماء المسلمين في الجزائر تؤكد بأن المسؤولين الفرنسيين في الجزائر هم الذين يحترمون القوانين الإنسانية''، هذا جاء في بيان الجمعية الصادر العام 56 ويفهم منه تبرئة فرنسا وكأنها تحترم القانون. كما يفهم من جهة اخرى، يقول العربي، بأن ''جيش التحرير الوطني لا يحترم القوانين وهذا الكلام في غاية الخطورة''. الدعوة لإنشاء لجنة علمية لتقصي الحقائق وبلهجة حادة أكد حمادوش أن هذه الأخطاء في قضية ترتبط بالتاريخ والفكر والحضارة لا تغتفر، ولاسيما أن الكتاب يمثل موسوعة أدبية وتاريخية وسياسية، ولهذا فهو يستحق أن يتناول بالتحقيق بل المفروض أن يتناول التعريف بالأعلام التي وردت فيه سواء أكانت عربية أو إسلامية وحتى أجنبية حتى تكون في متناول الناشئة والشباب، وبذلك نحقق التواصل المعرفي المطلوب ونربط الاجيال ببعضها لتفخر بهذه المآثر الخالدة. هذا ودعا حمادوش إلى تشكيل لجنة علمية متكونة من أساتذة اللغة العربية وآدابها لتدارس هذا الكتاب وتصحيح الأخطاء وإعداد هوامش تعريفية لأعلامه. ونحن بدورنا نتساءل، وبعد مرور ثلاث سنوات، عن المسؤول عن إصلاح هذا الخطأ الكارثي في الوقت الذي يتواصل تداول هذا الكتاب بمغالطاته وتحاملاته على أحد أبرز أعلام الجزائر؟ نجل الورثيلاني يرد: الأخطاء مقصودة والدافع مادي ونسخة أخرى أكثر إساءة من سابقتها ''الحوار'' عقب الاطلاع على الكتاب والاستماع لتصريحات الأستاذ العربي حمادوش، التقت بنجل فضيل الورثيلاني الذي أكد ان الأخطاء مقصودة والدافع مادي وأعيد طبع الكتاب دون إذن منه، ''الأخطاء مقصودة والدافع مادي بطبيعة الحال وأعيد طبعه مؤخرا دون إذن مني عن دار الهدى للنشر والتوزيع بقسنطينة''. ''الشكل والمحتوى، يضيف محدثنا، خرج الى الأسواق منذ حوالي شهرين، وعلمت أنهم باعوا ألف نسخة لإحدى الجهات التي لم أعرف وجهتها''. ويعود نجل الورثيلاني ليقول ''لم أطلع علي المؤلف بعد، لن أتعجل الحكم وسأبحث عن السبب وراء ذلك فهذا تهور وتحدٍ لسمعة عائلتي'' .