دلت كل المؤشرات بالمركز الدولي للمؤتمرات ” عبد اللطيف رحال ” غرب الجزائر العاصمة، الذي احتضن اجتماع أعضاء اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، على أن انتخاب الأمين العام الجديد للأفلان، لن يكون بالأمر ” الهين “، فالتوتر لم يفارق أحمد بومهدي منذ ولوجه إلى القاعة للإشراف على أشغال الدورة الاستثنائية للجنة المركزية لانتخاب أمين عام جديد للحزب والإطاحة بمعاذ بوشارب، في وقت أبدى عدد من ” المعمرين ” داخله رغبتهم في الترشح لمنصب الأمانة العامة على غرار رئيس الغرفة السفلى السابق السعيد بوحجة، ضاربين بذلك عرض الحائط مطالب الحراك الشعبي المتمثلة في رحيل رموز حكم بوتفليقة. وغاب هذه المرة منطق ” قوة النفوذ ” الذي كان مهيمنا على مجريات المؤتمر العاشر لحزب جبهة التحرير الوطني لما خرج عمار سعداني منتصرا رغم اتساع دائرة معارضيه، فالقيادي في الافلان أحمد بومهدي الذي أشرف على افتتاح أشغال الاجتماع باعتباره العضو الأكبر سنا بمساعدة محافظ الافلان بوهران دينار محمد بدر الدين، عجز على تهدئة غضب أعضاء اللجنة المركزية، وذلك على خلفية اعتراض بعضهم على ترأسه للأشغال وفقا لما ينص عليه القانون الأساسي للحزب كما اعترضوا على حضور بعض الوجوه القديمة و ” الوزراء ” المرفوضين شعبيا وحتى النواب المغضوب عليهم على غرار النائب عن ولاية عنابة بهاء الدين طليبة ومحمد جميعي، وما لفت النظر هو غياب أعضاء الهيئة المسيرة بقيادة معاذ بوشارب التي تولت التسيير بعد الإعلان عن استقالة الأمين العام المقال جمال ولد عباس شهر نوفمبر الماضي. ومر أحمد بومهدي مباشرة بعد الاستماع للنشيد الوطني بالسرعة القصوى للإعلان عن استقالة الأمين العام السابق جمال ولد عباس الذي غاب عن الاجتماع رغم أنه هو من أشرف على ترتيباته بدليل حصوله على ترخيص بعقده من مصالح ولاية الجزائر، وهي النقطة التي اعترضت عليها اللجنة المركزية وقررت إقالته وفضلت سحب الثقة منه وتجميد عضويته بالكامل برفع الأيدي. وعادت المناوشات بين الفرقاء لتسطير مجددا على أشغال الاجتماع الذي شهد حضور 374 عضو و 37 بالوكالة حسبما أعلن عنه بومهدي، بعد فتح النقاش حول من سيترأس مكتب هذه الدورة التي غابت فيها الوثائق واللوائح، وعجز بعدها القيادي في الحزب العتيد بومهدي عن السيطرة على مجريات الاجتماع الذي شهد تنظيما سيئا للغاية حتى أنه تم منع وسائل الإعلام من دخول المركز الدولي للمؤتمرات لتغطية اجتماع الدورة الإستثنائية للجنة المركزية لانتخاب أمينا عاما جديدا للحزب وجنح بومهدي في نهاية المطاف إلى رفع أشغال الجلسة إلى غاية توصل الفرقاء إلى اتفاق.