“خاوة خاوة..لا للجهوية، لا للفتنة”، كلمات تلخص شعارات المتظاهرون في الجمعة 18، الذين خرجوا بالآلاف، مرددين هتافات ضد التفرقة وتدعو للوحدة الوطنية وتؤكد على وحدتهم حول هدف واحد هو : رحيل كل رموز النظام وبناء جزائر جديدة يمارس فيها الشعب سيادته . في صبيحة أمس الجمعة بالعاصمة، كان الكثيرون (حسب منشورات في مواقع التواصل الاجتماعي) في حالة ترقب، لما سيحدث، بعد الخطاب الأخير لنائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش، الفريق قايد صالح، الأربعاء الماضي، الذي قال فيه إن “رفع رايات أخرى غير الراية الوطنية من قبل أقلية قليلة قضية حساسة، يراد بها اختراق المسيرات”. وأعلن فيه أنه “أنه تم إصدار تعليمات صارمة لقوات الأمن من أجل التطبيق الصارم والدقيق والتصدي لكل من يحاول المساس بمشاعر الجزائريين في هذا المجال”. مثل الجمعات الماضية، تم التضييق على مداخل العاصمة عبر حواجز أمنية، خاصة من الناحية الشرقية، أي يتوافد أسبوعيا متظاهرون من تيزي وزو وبومرداس وبجاية والبويرة للمشاركة في مسيرات العاصمة، حيث كانت حركة المرور شبه متوقفة على مستوى حي الموز بباب الزوار إلى غاية وسط العاصمة. عند الساعة العاشرة والنصف صباحا، بدأ بعض المتظاهرين في التوافد على ساحة البريد المركزي، مركز المسيرات بالعاصمة، وسط تواجد أمني كثيف في الشوارع المحيطة، على غرار ديدوش مراد عند النفق الجامعي وشارع محمد الخامس وشارع باستور وشارع حسيبة بن بوعلي. سلمية المتظاهرين لم تمنع من حدوث بعض المناوشات مع قوات الأمن التي تدخلت لسحب رايات أمازيغية من بعض المتظاهرين، وحتى بعض الأعلام الفلسطينية قبل أن تتراجع مع تزايد عدد المتظاهرين في منتصف النهار. بعد الثانية زوالا، إلتحق الآلاف بالبريد البريد المركزي وساحة أودان، عقب انتهاء صلاة الجمعة، قادمين من أول ماي عبر حسيبة بن بوعلي ومن ساحة الشهداء، رافعين أعلام وطنية ورايات أمازيغية ولافتات، في صورة كانت تبدو فسيفسائية. جمعة الوحدة الوطنية لا شيء يعلو فوق شعارات الوحدة الوطنية، في جمعة أمس، التي كانت بكثرة سواء عبر الهتافات أو اللافتات، من بينها “خاوة خاوة ..لا للفتنة” “قبايل وعرب خاوة خاوة..لا للجهوية” “ليزاجيريان (الجزائريون) خاوة خاوة” وغيرها من الشعارات التي تؤكد لحمة الجزائريين ووحدتهم وأخوتهم، على غرار “عربي، قبايلي، شاوي، تارڨي، مزابي، أنا جزائري ” ومشكلتنا سياسية، ولا علاقة لها بالهوية”، و”مشكلتنا ليست مع الرايات، بل مع الباءات وضرورة رحيل العصابات”. تركيز المتظاهرين، على شعارات الوحدة الوطنية في الجمعة 18 للحراك الذي أدرك شهره الرابع، لم يغفلهم عن تأكيد تمسكهم بمطالبهم الرئيسية المتمثلة في تغيير جذري للنظام ورحيل كل رموزه، على غرار رئيس الدولة عبد القادر بن صالح وحكومة نور الدين بدوي. كما ردد متظاهرون هتافات “دولة مدنية..ماشي عسكرية”. العديد من المتظاهرين، واصلوا التعبير عن نشوتهم بعد سجن العديد من أعضاء الحكومات المتعاقبة ورجال أعمال، مطالبين بتقديم شخصيات أخرى كانت في مناصب مسؤولية وأصحاب مال، أمام العدالة. كما شهدت مسيرات، يوم أمس، ترديد بعض المتظاهرين لشعارات منددة بظروف وفاة الرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي، الذي كان متواجدا في السجن، ورفع البعض صوره.