عيش سكان قرى بلدية الخبوزية، الواقعة غرب ولاية البويرة، جملة من المشاكل الخانقة ونقائص كثيرة جعلت طريقة حياتهم بدائية إلى أبعد الحدود، وتأتي في مقدمتها انعدام غاز المدينة رغم استفادة المنطقة من برنامج تنمية الهضاب سيما قرية أولاد قمري والكررشة والزويلية وغيرها، إلى جانب ذلك البطالة التي حوّلت حياة الشباب إلى جحيم حقيقي، خاصة مع افتقار القرى إلى المرافق الترفيهية. أبسط شروط الحياة منعدمة من خلال حديثنا مع السكان، أخبرونا أن معظم القرى تعاني جراء انعدام الغازالطبيعي، خاصة قرية أولاد قمري وقرية الزويلية، حيث أنهم يستعينون بقارورات غاز البوتان من أجل قضاء حاجياتهم اليومية رغم ارتفاع أسعارها في السوق ودخول هذه المادة مجال المضاربة، حيث يقطعون مسافات طويلة للتزود بها لحاجتهم الماسة إليها، كما عبّروا عن استيائهم وتذمرهم جراء انعدام الإنارة العمومية، حيث تغرق هذه الأخيرة في ظلام دامس، الأمر الذي أضحى مصدرا لتخوفهم على منازلهم وممتلكاتهم من حالات السرقة والسطو، نظرا لحالة الظلام التي تعيشها هذه المناطق من الخبوزية في أغلب الأوقات. وفيظل غياب الماء تعيش هذه القرى وضعية مزرية جراء غياب شبكة للمياه الصالحة للشرب، مما تسبّب في تذمرهم واستيائهم خاصة وأن هذه المناطق، سيما قرية المعايشية وغيرها يعتمد سكانها على وسائل تقليدية كالينابيع، الأمر الذي اضطرهم إلى البحث عن قطرة ماء في أي مكان وبأي سعر مع قطع مسافات طويلة، حيث وصل سعر الصهريج الواحد من المياه إلى ألف دينار جزائري، مما أثقل كاهلهم في ظل اتساعرقعة البطالة والفقر، علما بأن مقر البلدية تم ربطه مؤخرا بسد كدية اسردون وبعض القرى في البلدية كما يشتكي السكان من انعدامالتغطية الصحية في هذه القرى، حيث أضحى الأمر يثير حفيظتهم واستياءهم، جراء ما يتكبّدون من ويلات المعاناة والتنقل تارة إلى العيادة المتعددة الخدمات المتواجدة بمقر البلدية أو نحو مصلحة الاستعجالات الطبية بمدينة سور الغزلان. وأضاف آخرون أن غياب قاعة للعلاج بالقرية أضحى ينعكس سلبا علىحياتهم وحياة أبنائهم على حد السواء، بسبب ما قد يتعرّضون له من مخاطر محدقة أو حوادث مختلفة تستدعي التنقل الفوري لتلقي الفحوصات اللازمة، ومن جهة أخرى، طالب الشباب بتوفير فرص العمل خاصة الجامعيين منهم، حيث عبر متحدثونا من فئة الشباب عنأسفهم من النقص الملحوظ في المرافق والهياكل الشبابية، الثقافية والترفيهية المجهزة التي من شأنها استقطاب المواهب الشابة في ظل غياب فرص العمل بالمنطقة، حيث أضحى يؤثر عليهم وينغص حياتهم. أما عن قطاع الثقافة والمرافق الثقافيةوالهياكل التابعة لها فحدّث ولا حرج، حيث تخلو هذه القرى من دار للشباب أو مركز للترفيه الذي يعتبر من الضروريات في حياتهم، ونتيجة لكل هذه النقائص، فقد طالب معظم السكان الذين تحدثنا إليهم بضرورة إقامة المشاريع التنموية والاستثمارية بالمنطقة، قصد إخراج قرى الخبوزية من العزلة التي تخنقها، مع تحسين مستوى معيشتهم وذلك من خلال تعبيد الطرقات والمسالك، واستحداث مناصب شغل لفائدة السكان المحليين، قصد امتصاص ظاهرة البطالة وإخراجهم من دائرة الفقر والتهميش الاجتماعي، بالإضافة إلى ضرورة إنشاء مرافق ترفيهية ورياضية لفائدة الشباب الذي ضاع مستقبله أمام مرأى المسؤولين المحليين، الذين تسبب تجاهلهم في خروج المنطقة عن مجال التغطية. فاتح. ن