تم خلال سهرة أمس عرض فيلم " جدران في القدس " لمخرجة " فرانل سالومي " وهو فيلم وثائقي مدته 45 دقيقة وهو مشروع مشترك للمنظمات الغير حكومية الفرنسية من أجل فلسطين والانقاض الكاثوليكي " كاريتاس " بالتعاون مع المنظمات الغير حكومية للمركز الإسرائيلي للمعلومات حول حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة ضمن إطار الحملة المسماة القدس العاصمة المصادرة . إن فيلم " فرانك سالومي " هو قبل كل شيء فلم شهادات، وهو يعتمد أساسا على شهادات سكان القدس وما جاورها من الأماكن الإسرائيلية والفلسطينية التي تم التقاؤهم من طرف فريق التصوير وكان الهدف المحدد ومن البداية هو الحديث عن الحياة اليومية وتجارب حقيقية يدور محورها حول المواضيع ذات الصلة بالصحة والاقتصاد والحياة الاجتماعية، فالقدس التي يبلغ عدد سكانها 7500ألف نسمة بين فلسطين وإسرائيل هي كما صرح الفيلم التوثيقي مدينة اللاتوزان واللاعدل ،فيلم ابتدأ بالأذان وبعبارة لجبران خليل جبران جاء فيها " جارك هو أنت الأخر " وقد بدا الجدار بشكله المنعرج الذي فصل بين القدسالشرقية والغربية وأفسد من طبيعة المدينة العريقة وقد سجل خلاله شهادات أحد العائلات المصاب ابنها بالسرطان وهي دائما أمام مشكلة الحصول على جواز العبور الذي يتم استبداله كل ثلاثة أشهر وكذلك أمام مشكلة العبور التعسفية التي فيها الكثير من الإذلال، والأمر سواء بالنسبة للعمال في بيتكم الذين يستيقظون على الرابعة والنصف ويصطفون أمام سيارات الأجرة القليلة العدد للذهاب إلى مكان العبور للدخول إلى أراضي إسرائيل للعمل، كما تم الاستماع إلى شهادة " كاترين ولسن " التي ذكرت أن هدف المحتل هو مصادرة أكبر عدد من الأراضي بأقل عدد من السكان، كما أضافت أحد الإسرائيليات في شهادتها بخصوص إعادة البناء أن السلطات تطلب ما قيمته 20000 دولار وعقد ملكية الأرض ولابد أن يكون أردنيا مع العلم أن الكثير منهم لهم إما عقود إنجليزية أو تركية ... والأكثر أهمية لديهم أن الحياة اليومية هي الأكثر تعقيدا، وشهادة الطبيب في الفيلم جد معبرة عن صعوبة التنقل الذي يتطلب جواز عبور وقد أظهر الطبيب ما قارب السبع جوازات للذهاب من محله إلى المستشفى، وذكر أنه محظوظ بالنسبة للآخرين، والفيلم إجمالا يضع في الصورة صعوبة العيش في ظل التواجد الإسرائيلي في القدس.