دق رئيس النقابة الوطنية لمهني الصحة، الياس مرابط، ناقوس الخطر بسبب اتساع رقعة تفشي وباء كورونا في الأيام الأخيرة وهذا بعد أسابيع من تراجع الحصيلة اليومية للإصابات على المستوى الوطني. وقال مرابط ل "الجزائر الجديدة"، إن الوضعية الوبائية أصبحت مقلقة في المستشفيات بسبب ارتفاع نسبة الإصابات بفيروس كوفيد 19 بعد الاستقرار النسبي الذي شهدته في الأسابيع الأخيرة، محملا المواطنين مسؤولية عودة الوباء بسبب قلة الحس الوقائي المدني والتهاون والاستهتار الذي نشهده في الشوارع والمحلات التجارية. وأكد رئيس النقابة الوطنية لمهني الصحة على أن المعركة لم تنته بعد ولا زال الوقت جد مبكر لإعلان الانتصار مثلما أعلنه وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد مؤخرا لدى نزوله ضيفا على القناة الإذاعية الأولى حيث قال إن "النتائج التي تم تحقيقها في مواجهة جائحة كورونا مرضية خاصة وأننا انتصرنا في معركة حرب على عدو احتل كل العالم"، وتابع قائلا: " لم نخرج بعد من عنق الزجاجة". ويعتقد الياس مرابط أن الحصيلة التي تعلنها بشكل يومي اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا لا تعبر عن الأرقام الحقيقية المسجلة، لعدة أسباب، أبرزها تراجع عمليات التشخيص على مستوى المستشفيات والمتمثلة في فحص "بي سي آر" التي تعتبر من أبرز الفحوصات المستخدمة حاليا وهو الفحص المعتمد بالدرجة الأولى من طرف منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى التأخر المسجل في الحصول على نتائج هذا الفحص. وقال رئيس النقابة الوطنية لمهني الصحة انهم يعتمدون حاليا على جهاز "السكانير" إضافة إلى اختبار الأجسام المضادة لكوفيد والذي يُسمى أيضا باختبار الأمصال، مؤكدا أن هذه التحاليل لا تعطي نتائج حقيقية، وأشار المتحدث إلى أن التحاليل المعتمدة في المستشفيات حاليا تعرقل التحريات الوبائية حول الحالة المرضية لمتابعة المرضي. وانتقد المتحدث من جهة أخرى المخطط الذي تعتمده الوزارة الوصية في محاربة فيروس كورونا، وقال إنه مخطط "إداري" محض لأنه لم يتم إشراك الفاعلين في القطاع الصحي على غرار الشركاء الاجتماعيين، ودعا في هذا السياق إلى الاستعجال في تنصيب خلايا صحية يكون أعضاء المجالس الطبية والعلمية أبرز ممثليها على المستوى الولائي.