يدخلُ يوميا المواطنون المصابون بفيروس كورونا أو الذين تظهر عليهم أعراض الفيروس، في رحلة بحث عن تحاليل تشخيص الإصابة بالفيروس في المخابر الخاصة بسبب عدم توفرها في أغلب المستشفيات العمومية. وفي وقت تشتكي المؤسسات العمومية من تسجيل نقص فادح في تحاليل تشخيص الإصابة بكوفيد _19، تبيع المخابر الخاصة هذه التحاليل بثمن باهظ للغاية خاصة فحص "بي سي آر" وهو من أكثر الفحوصات المستخدمة حاليا بعد ثبوت عدم نجاعة التشخيص عن طريق أشعة السكانير في فصل الشتاء وهو ما كشفه المدير العام لمعهد باستور بالجزائر فوزي درار منذ يومين. وفي جولة قامت بها "الجزائر الجديدة" بعدد من المخابر الخاصة على مستوى بلديات العاصمة، تبين أن العديد من المخابر تبيع فحص "بي سي آر" بكميات محدودة لا تتجاوز 20 وحدة يوميا وبسعر يقارب مليون سنتيم. وللظفر بكشف واحد، عليك أن تكون من المستيقظين باكرا، بينما لا تتوفر بقية التحاليل المعتمدة في التشخيص كفحوصات الأجسام المُضادة التي يتراوح سعرها بين 3 آلاف و 4 آلاف سنتيم للكشف بسبب ندرتها وهو ما أكده صاحب مخبر للتحاليل الطبية بهراوة. وأرجع صاحب المخبر أسباب ارتفاع أسعار هذه الكواشف إلى ارتفاع أسعار استيرادها، فأغلب المخابر الخاصة تفتني الكواشف المستورد بأسعار مرتفعة مقارنة بالكواشف المحلية الصنع. ودعا المختص إلى استعمال المنتج الوطني الذي يتميز بفعالية جيدة ويقدم نفس النتائج المعتمدة في الكواشف المستوردة وهذا بمبالغ أقل، مستشهدا بمخبر "فيتال كاير" الذي يقدم منتجات جيدة بنتائج دقيقة.
ويكتفي قطاع عريض من المواطنين بإجراء التحاليل السيرولوجية وهي تحاليل توجيهية وليست تأكيدية، تُشير فقط إلى تعرض الشخص بكورونا، فهي غير قادرة على التأكيد إن كانت الإصابة جديدة أو قديمة، ويتراوح سعر هذه التحاليل بين 1800 و 2000 دج. وتُضاف التكاليف الخاصة بالتحاليل، إلى مصاريف علاجية أخرى مثل الفحص الطبي واقتناء الأدوية في حال تأكد الاصابة، والتي تضم في الغالب أكثر من سبعة علب، إضافة إلى اقتناء بعض المكملات الغذائية والأدوية الأخرى. ونظرا لارتفاع أسعار التحاليل، طالب رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية الياس مرابط، بتصنيف الإصابة بكورونا كمرض مهني، مقترحًا تعويض تحليل "بي سي آر" من طرف الضمان الاحتماعي،د.