يشهد حزب جبهة التحرير الوطني حراكا غير مسبوق منذ عقد الدورة الاستثنائية للحزب، وما جاء فيها من تصريحات نارية للامين العام عبد العزيز بلخادم ضد أعضاء الحركة التقويمية. ومن التطورات الأخيرة التي شهدها الحزب هو إعلان محافظ حزب جبهة التحرير الوطني بولاية عنابة، قهرية عبد الرحيم، والمنتمي لحركة التقويم والتأصيل عن التحاق أكثر من 1600 مناضل من أصل 17 قسمة من مختلف مناطق الولاية بحركتهم. ويؤكد قهرية أن الامر يتعلق بكل من قسمة بوخدرة التي انضم منها 240 مناضلا إلى حركة التقويم والتأصيل، و320 مناضلا من قسمة البوني، و80 مناضلا من سيدي سالم، و66 مناضلا من العلمة، و36 آخرا من الشرفة و172 من عين الباردة، بالإضافة إلى 36 مناضلا من تريات و28 من سريدي و138 من سيدي عمار إلى جانب 76 مناضلا من قسمة الهجر و33 آخرا من شطايبي. وأشار المحافظ قهرية عبد الرحيم إلى التحاق ستة قسمات أخرى من بلدية عنابة بحركتهم بمجموع 1646 مناضل انضموا إلى حركة التقويم والتأصيل. وقبلها بيوم أعلن نفس المتحدث عن التحاق أمين قسمة جبهة التحرير الوطني ببلدية عنابة، محمد الطيب فريوخ رفقة 200 مناضل بحركة التأصيل والتقويم للحزب العتيد، كما قام بتسليم المقر الموجود بشارع كبار عدرة إلى أمين الحركة ڨهرية عبد الرحيم. كما أعلن نفس المتحدث التحاق منتخبين آخرين من بلديات العلمة الباردة والبوني، منهم فرداس مسعود مجاهد ومناضل وحامل بطاقة الحركة كعضوفي مكتب القسمة السادسة.
وجاء في البيان أن التقويميين أصبحوا فعالين وفرضوا أنفسهم بالنشاطات المكثفة بولاية عنابة، وأنهم "على يقين بأننا سنكون إن شاء الله بعد انعقاد الندوة الوطنية مسيرين لكافة هياكل الحزب عبر 48 ولاية مع تحضير مؤتمر تأسيسي لحزب جبهة التحرير الوطني".
وكان عبد العزيز بلخادم الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني قد رفض يوم 30 جويلية الماضي خلال انعقاد الدورة الاستثنائية للجنة المركزية للأفالان، مطالب الحركة التصحيحية مؤكدا على أنه لن يتحاور معهم مرة أخرى، كما ان هذه التطورات تأتي بعد تصريحات بلخادم الذي أشار فيها إلى أن التقويميين لا يملكون برنامجا ولا أهدافا، كما اعتبر أن عددهم ضئيل جدا داخل الحزب. في حين يطالب التقويميون بضرورة إلغاء نتائج الانتخابات المتعلقة بتجديد القسمات مع فتح حوار لوضع حد لبعض المناضلين الذي تمكنوا من الوصول إلى مناصب في اللجنة المركزية دون توفر الشروط اللازمة فيهم. ويبقى بلخادم يعاني من الشرخ الكبير الذي الم بالحزب، ورفضه الحوار مع التقويميين يعتبر مؤشرا على أن الصراع سيتأزم أكثر وأن نهاية هذا "المسلسل" يبقى غير معروف، خاصة مع توسع دائرة التقويميين داخل دواليب الحزب، وقد يفرض هذا التوسع تأثيرا كبيرا على بلخادم ويضعه أمام امتحان صعب مع قرب الانتخابات المحلية والتشريعية، التي سيشهد فيها "الافالان الجريح" منافسة قوية من طرف الارندي الذي يعول على هذا الصراع في حشد اكبر عدد من الاصوات. م.ب