أعطى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الأحد، تعليمات تقضي بإعفاء الطلبة والمسنين ذوي الدخل الضعيف من الجزائريين، العائدين إلى أرض الوطن، من دفع تكاليف الإيواء المتعلقة بالحجر الصحي. وأمر تبون أيضا، خلال ترأسه اجتماع مجلس الوزراء، بتخفيض مصاريف الإيواء بنسبة عشرين بالمائة (20%)، للجزائريين العائدين إلى أرض الوطن، وإعفاء الطلبة والمسنين من دفع تكاليف الحجر الصحي. ونتقدت ممثليات الجاليات الجزائرية، اليوم، بشدة الشروط التي وردت في بيان شركة الخطوط الجوية الجزائرية وضرب المطالب التي نادت بها الجالية عرض الحائط رغم إصدارها لستة بيانات واضحة بعد تنظيمها ل 3 ندوة حوارية مع علماء وحقوقيين وكفاءات ناشطة في الخارج. وأعلنت الجاليات الجزائرية، في بيانها السابع يحمل توقيع 27 منظمة، رفضها للشروط التعجيزية من خلال أسعار التذاكر التي وردت في البيان الأخير للخطوط الجوية الجزائرية، واعتبرتها بمثابة عقوبة للدخول إلى أرض الوطن. وطالب أصحاب البيان بإعادة النظر في هذه الأسعار وتسقيفها بحيث تصبح في متناول جميع أفراد الجالية ما دامت الرحلات تجارية. واستنكرت إصرار السلطات الجزائرية على فرض سياسية الأمر الواقع من خلال على الإجراءات التعجيزية التي رفضتها الجالية في كل بياناتها السابقة، مجددة رفضها بقاء 5 وجهات فقط تنطلق منها وإليها الرحلات وعدم نشر برنامج واضح لبقية البلدان المقيمة بها الجالية. وطالبت ممثليات الجاليات الجزائرية باقتناء التذاكر مع شركات الخطوط الأجنبية لتخفيف الضغط على الخطوط الجزائرية، كما دعت شركة الخطوط الجوية الجزائرية لنشر مخطط واضح تفصيلي إلى غاية نهاية السنة الجارية تخص كل الرحلات بالإضافة إلى إدراج باقي البلدان التي لم تذكر في البيان الاخير. وفي سياق آخر دعت السُلطات الجزائرية مرة أخرى للتعجيل بفتح الحدود البرية والبحرية لتخفيف الضغط على الرحلات الجوية، واستغربت ممثليات المعايير التي تم اعتمادها لتحديد سعر الحجر الصحي الإجباري الذي قُدّر ب 41000 دج للفرد ولمدة 5 أيام، ولم تتم فيه دراسة إمكانيات تسديد العائلات و إعفاء الطلبة ونحن نعلم جميعا أزمة كورونا الاقتصادية أضرت كثيرا بالجالية واعتبرت هذه الشروط "ابتزازا" و"استغلالا" لضعف الجالية من أجل عودتهم لأرض الوطن. وطالبت ممثليات الجالية بإلغاء الحجر الصحي الإجباري على الجالية التي أخذت اللقاح وكذلك بالنسبة لمن تبينت نتيجته سلبية من تحليل "بي سي ار". وانتقدت من جهة أخرى غياب أدوات التواصل مع الجالية الذي تنتهجه السلطات الجزائرية زاد من تأزيم الوضع وأدى بالجالية لتنظيم وقفات ومظاهرات أمام القنصليات والممثليات الدبلوماسية كوسيلة ضغط لإيصال مطالبهم بعدما تم تجاهلها في بياناتها، وناشدت تبون بالتدخل للحد من هذه الممارسات والاستجابة لمطلب الجالية في المهجر. وبدوره دعا النائب البرلماني السابق سمير شعابنة، الخُطوط الجوية الجزائرية إلى إعادة النظر في أسعار الرحلات من وإلى عدد من مطارات الوطن بعد السماح باستئناف جزئي لحركة النقل الجوي للمُسافرين، وقال في تصريح ل "الجزائر الجديدة" "نُطالب بإعادة النظر في الأسعار لأن الجالية المقيمة في الخارج كانت من أكبر المتضررين من الحجر الذي فرضته دول أوروبية بسبب جائحة كورونا، فقطاع عريض من أفرادها فقدوا مناصب عملهم. وجدد المتحدث التأكيد على أن المغتربين ليسوا بسياح قدموا من أجل السياحة، فقطاع عريض منهم سيدخلون من أجل القيام بزيارات عائلية وتسوية أمور إدارية وقضائية وحتى تجارية وبنكية عالقة، وغير من الالتزامات الأخرى التي تم تأجيلها بسبب الغلق، واستغرب من جهة أخرى سمير شعابنة احتكار شركة الخطوط الجوية الجزائرية لهذا المجال خاصة في الظرف الراهن وقال إنه كان من المفروض أن يعطى الضوء الأخضر للبواخر التي ترسو حاليا في مينائي وهرانوالجزائر العاصمة لتسهيل الكم الهائل من المغتربين. وحتى بالنسبة لعدد الرحلات قال النائب البرلماني السابق إنها قليلة جدا مقارنة بالعدد الكبير للجالية المقيمة في أمريكا وأوروبا وعدد من الدول العربية. وفي وقت اتسعت الأصوات المطالبة بإلغاء الحجر الصحي على الوافدين إلى أرض الوطن، يتمسك مختصون بهذا الإجراء باعتباره خيار صائب لمنع انتشار فيروس كورونا. وقال البروفيسور كمال جنوحات رئيس المخابر المركزية والجمعية الجزائرية لعلم المناعة إن قرار وضع أفراد الجالية العائدين عقب فتح المجال الجوي في الحجر الصحي لمدة 5 أيام هو وقائي وإجراء فعال لمنع انتشار فيروس كورونا. وذكر جنوحات للقناة الإذاعية الثانية الناطقة بالأمازيغية، إنه قد يتفهم غضب بعض المهاجرين الذين اشتكوا من قرار وضعهم في الحجر الصحي مدة خمسة أيام بعد عودتهم للجزائر رغم حيازتهم لنتائج الكشف السلبي عن الفيروس لكنه أوضح بان هذا القرار هو وقائي بالدرجة الأولى وكل الوقائع العلمية والميدانية تظهر صحة فعاليته في تفادي انتشار الفيروس. وشدد على أن قرار الحكومة بالفتح الجزئي للحدود الجوية جاء في توقيت مناسب خصوصا وقد تزامن مع تراجع جائحة كورونا في دول الإتحاد الأوروبي بفعل النتائج الايجابية المسجلة بعد عمليات التلقيح الجماعية التي شملت عشرات الملايين من الأشخاص. وكشف جنوحات بأنه لا يستبعد من الناحية العلمية ومن منظوره الشخصي أن يتم تخفيف هذه الإجراءات في المستقبل واعتبر ذلك ممكنا مع التقدم المسجل في عمليات التلقيح ضد فيروس كورونا التي تحد من خطر الانتشار والانتقال، مضيفا بأنه لا يمكن أن نختلف عن الدول للتي صارت تطالب بدفتر التلقيح.