قدم الوفد المسرحي المغربي أمس الأول بقاعة الموقار ضمن العروض الأجنبية خارج المنافسة مسرحية "كيف طوير طار" جديد مسرح "تانسفت" لمراكش، وهو عرض أمتع الجمهور و تابعه باهتمام . المسرحية التي أخرجها حسن هموش واقتبسها عبد اللطيف فردوس عن النص الأصلي "المثرى النبيل" لموليير، وحدد معالمها السينوغرافية طارق الربيع ، وجسدها على الركح الرباعي دنيا بوتازوت في دور "غويتة"، وعبد الصمد مفتاح الخير في دور "هنية"، وعبد الله ديدان في دور "مكسور الجناح"، وأخيرا محمد الواردي في دور "حمان الغني"، وتحكي المسرحية حالة حمان الغني الذي أثقلته الأموال الطائلة والممتلكات المتعددة والعقارات، وصار يريد التحول من شخص تقليدي ثري إلى شخص ثري متألق يواكب مظاهر المدينة والحداثة ليصبح من المتحضرين فيقرر أن يستجلب مدرستين ويشغل ماهرين في تقنيات التواصل الحديثة وأشكال التعبير الفنية، وداخل محيط هذا الثري حمان تحوم حكايات وتنسج مقالب تنطوي على سخرية لاذعة من بعض السلوكيات الموجودة والمتفشية في المجتمع، ولأجل تلقين تقنيات التواصل يتقدم شخصان أحدهما في زي وهيئة امرأة جميلة "لالة هنية" مع صديق له "مكسور الجناح"، وفورلقائهما بالخادمة "غويتة" تبدأ فصول المسرحية ويبدأ الطمع الذي "يفسد الطبع"، وتبقى المساجلة بين المعلمين والخادمة وفي من يستطيع أن يستولي على مفاتيح خزائن حمان الغني، الخادمة أو الأستاذ أو الفنان.انبنى العرض على هذه المفارقات التي أعطت مواقف كوميدية توغلت في المهنية حيث تألق الممثلون، فمن جمال الصوت إلى حسن الأداء والعزف عالى العود والبانجو والدق على صنوف الطبول والموازين، واعتمد العرض أيضا على الموروث الشعبي المغاربي المشترك إذ وضفت العديد من الأمثال والحكم في الحوار الذي كان شيقا رائقا ومضحكا ومسليا، ورغم طول العرض الذي قارب الساعتين إلا أن الجمهور تابعه باهتمام وشغف خصوصا وأن لهجة المغرب قريبة الفهم من الجزائريين.