اعتبر وزير خارجية النيجر محمد بازوم أمس الاربعاء ان الوضع الامني في منطقة الساحل شهد تدهورا شاملا منذ اندلاع الازمة الليبية، وان المنطقة تحولت الى خزان بارود بسبب انتشار السلاح والمتفجرات.وقال بازوم في افتتاح ندوة في الجزائر حول الارهاب في منطقة الساحل "ان الوضع في منطقتنا (الساحل الافريقي) شهد تدهورا شاملا منذ اجتماع قيادات اركان دول الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر في باماكو في 20 ماي الماضي".واضاف "الوضع تدهور بسبب الازمة الليبية التي حولت المنطقة الى مخزن بارود حقيقي بسبب انتشار السلاح والمتفجرات". وقال عبد القادر مساهل "ان الندوة تعد الاولى من نوعها بما أنها تجمع شركاءنا والمنظمات الاقليمية والامم المتحدة والدول المانحة".واكد مساهل ان تهديدات الارهاب والجريمة المنظمة والفقر "تتطلب استراتيجية موحدة وتبادل المعلومات الاستخباراتية لكن ايضا وضع برامج لتنمية المناطق الاكثر عرضة لخطر الارهاب". واوضح وزير الخارجية النيجري أن الدليل على انتشار السلاح منذ اندلاع الازمة الليبية هو ان مصالح الامن في بلاده "ضبطت في الاشهر الماضية 500 كلغ من متفجر السامتاكس المستخدم في صناعة القنابل". وقال بازوم ان القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي تتركز من منطقة ادرار في مالي لكنها "تنشط في النيجر وتنفذ عمليات مذهلة".وفي 16 سبتمبر 2010 في النيجر خطف خمسة فرنسيين وتوغولي وملغاشي يعملون لحساب مجموعتي اريفا وستاتوم في ارليت (شمال) في موقع استغلال اليورانيوم.وتحدث الوزير الموريتاني للشؤون الخارجية حمادي ولد حمادي عن ضرورة وضع سياسات تنمية "لتجاوز اقصاء الشباب" لحمايتهم من الانخراط في الجماعات المسلحة. وقال حمادي "ان منطقة الساحل التي تتربع على مساحة شاسعة تفوق ثمانية ملايين كيلومتر مربع تواجه العديد من التحديات".وتابع "المنطقة مهددة بسبب النزاعات المسلحة واضيف لها تهديد الارهاب والهجرة السرية".واكد الوزير الموريتاني ان "الاولوية هي في صياغة مقاربة شاملة لمواجهة كل هذه التحديات وحماية شباب المنطقة من الانخراط في الجماعات المسلحة". ومن جهته ركز وزير خارجية مالي سومايلو مايغا على العلاقة بين الفقر والجريمة المنظمة في منطقة الساحل.وأشار مايغا الى أن "50 طنا من الكوكايين تعبر منطقة الساحل سنويا نحو دول الاتحاد الاوروبي".واضاف "التهديد عابر للحدود ومواجهته يجب ان تكون باستراتيجية موحدة".وشدد سومايلو مايغا أمام خبراء في مكافحة الارهاب من الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي ان هدف الشراكة "ليس تحويل المنطقةالى منطقة حرب". وقال "هدفنا ليس تحويل منطقة الساحل الى منطقة حرب وانما الهدف هو تحويلها الى منطقة مزدهرة وآمنة". وبخصوص الوضع في ليبيا وتهديد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي قال رزاق بارة مستشار الرئيس الجزائري للشؤون الامنية ومكافحة الارهاب، ان الجزائر من حقها اتخاذ كل التدابير التي تحفظ امنها لكنها تدعم جهود عودة الامن والاستقرار في ليبيا "وفق استراتيجية مبنية على التعاون في اطار المجموعة الدولية". وقال بارة في تصريح على هامش الندوة "الجماعات الامسلحة تتطور وتجمع اسلحة وتستعد ربما للعب دور في عدم الاستقرار في هذه المنطقة وسمعنا وزراء النيجر ومالي وموريتانيا يتحدثون عن هذا الموضوع". وأوضح انه "من حق الجزائر ان تأخذ مجموعة من التدابير الاحتياطية التي تسمح بالحفاظ على الامن في اقليمها وفي المنطقة مع دعم كل الجهود التي ستاتي بالاستقرار والامن في ليبيا الشقيقة".