تصوير : جعفر سعادة أجمع المشاركون في ندوة الجزائر الدولية حول الأمن والتنمية في منطقة الساحل، سواء ممثلي دول الميدان، أو شركائها من خارج الإقليم، على الانشغالات التي رفعتها الجزائر والتخوفات التي أبدتها الحكومة الجزائرية من تداعيات الأزمة الليبية، حيث أكد المشاركون أن هذه الأخيرة أنتجت وضعا أمنيا واقتصاديا جديدين في المنطقة، وأكدوا أن الوضع أصبح أكثر خطورة ومهددا بالانفجار في أي لحظة، جراء الانتشار المخيف للأسلحة، وسقوطها في أيدي الجماعات الإرهابية، وإمكانية حصول هذه الأخيرة على أسلحة ثقيلة، وتزايد نشاط الجماعات الإرهابية التي أصبح تحالفها مع شبكات الجريمة المنظمة واضحا. * أكد رئيس دبلوماسية النيجر محمد بازوم أن الوضع الأمني في منطقة الساحل شهد "تدهورا شاملا وكبيرا" بسبب الأزمة الليبية، وأوضح أن المنطقة تحولت إلى خزان بارود بسبب انتشار السلاح والمتفجرات، كما أكد أن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حتى وإنها تتركز من منطقة أدرار في مالي، لكنها "تنشط في النيجر وتنفذ عمليات مذهلة"، وأوضح بازوم أن الدليل على انتشار السلاح منذ اندلاع الأزمة الليبية هو أن مصالح الأمن في بلاده "ضبطت في الأشهر الماضية 500 كلغ من متفجر السانتاكس المستخدم في صناعة القنابل"، وهي مادة شديدة الانفجار، تصنع في تشيكوسلوفاكيا. * ومن جهته، كشف وزير خارجية مالي، سوميلو بوبيي مايغا، عن تسجيل عبور 50 طنا من الكوكايين سنويا من منطقة الساحل الإفريقي باتجاه أوروبا، وقال ذلك في مداخلته في ندوة الجزائر الدولية حول الشراكة والأمن والتنمية بين دول الميدان والدول المانحة، وأكد مايغا تدهور الوضع الأمني في منطقة الساحل، وأشار إلى أن هذه الأخيرة تحولت إلى معبر آمن للمهربين "الذين أصبح تحالفهم مع الجماعات الإرهابية واضحا"، مؤكدا تأثير تداعيات الأزمة الليبية على المنطقة، واستغلالها من قبل الجماعات الإرهابية. * ودق رئيس الدبلوماسية المالي ناقوس الخطر بخصوص تزايد قدرات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، سواء المالية منها أو اللوجيستية، وذلك جراء الأموال التي تتحصل عليها من الفديات مقابل إطلاق سراح الرهائن، واستثمار تلك الأموال في دعم صفوفها بالوسائل، الأسلحة والذخيرة، إضافة إلى الأموال التي تتحصل عليها أيضا من عمليات تهريب المخدرات والمتاجرة بها. * أما وزير خارجية موريتانيا حمدي ولد حمدي فأكد أن دعم المجتمع الدولي لحكومات دول منطقة الساحل لا يكف، إن لم تكن هناك إرادة حقيقية لمكافحة الإرهاب، خاصة ما تعلق بمنع دفع الفديات للجماعات الإرهابية، وقال على هامش الندوة "الأمن لا يباع".