واقفة على عتبات القلق منارة تتحسَّس وجهَك القادمِ مع الرّيح أيّها الغريب الذّي ينمو بداخلي كعُلّيق يتسلّق الزّوايا العتمة.. ذاك وجهُك حين أستحضره مطر يغسلني و يمحي الذّنوب.. تحت عباءة اللَّيل أفتّش عن رصيف يعبره الغادون إلى المسافة الفارغة.. و العائدون من أحلامهم المنسية .. أسألهم: كيف نسجِّل على جباهنا التَّاريخ؟ و نؤرّخ ما فات من عبق الورد و عنف الموت.. و رحلة التّوحيد؟. أيُّها الغريب الذّي يرفع أشرعته بدمي مزهوا بتاريخه المجيد.. مهلا.. فالأعوام تنمو منفية بشطّ الحرمان.. مهلا .. قد رضيتُ على ضفاف الأيّام أن أنام .
ثلاث قصائد لأبي
بدءًا: ارتحلتُ إلى الحزن غيمة في السَماء ترش الشَوارع حيرة.. و تعلمتُ الصَّبر حين توسدت عتمة اللَّيل..
قطعًا: لن تخطئ الرَّصاصة طريقها إلى الصَّدر حين الحروب فتؤرّخك ياسمينة على جدار التَّاريخ و تلبسك السّندس و الإستبرق لتزيح غربتك و تسقط الدّموع من المقل ..
حتمًا: ستخلع السَّماء زينتها على ضفاف الحزن.. و ترقب وجهك في وجوه السّائرين إلى منفى المسافات ذاك أنت.. حين تضِّج في الصَّمت.. و تنثر على أثرك.. ورد الياسمين..
مخرج: أبي.. كل الكلام بعدك يسقط..
أنثى أنثى تُأثِّث فراغَها غيماتٌ تتوسد الرَّصيف تُشرِّع أبوابها لسفر مربك لتضيع وراء الشُّباك ترتِق شراع العمر و تمنح للبكاء شفاهًا ..بعمر الحزن أنثى تكرّر وجهها ريحٌ على ضفاف وجنتيها وجع الخريف يموج فيها نخل قحَل ينثر رغوة الأُجاج أنثى يتسلى بها القدر يركض بها في مساء مقفر و عمرٌ يغفو كي يواصل الموت رقصة الفُّل في ضفائرها..
شبابيك الانتظار
أبسط كفّك للبحر و استبدل وجهك هذا بوجه للرّيح ارحل .. هناك روّض الموج على مهل .. ثم اركبه .. في اللّيل اخلع ثوب حدادك و انفق صبَرك على الوقت أرسم من تجاعيد الذّاكرة بقايا الحلم
كل يوم يسقط وجهي يبحث في الرّكام عن بقاياي ليشفي غليل السّؤال و يمنح للغد بوحا مربكا.. . . تستقبلني مقبرة الأسئلة مدجّجة .. و الغيمات لمروَحِها عَجلى.. أمر عبر الفراغ لأفتح شبابيك الانتظار علَّ الرّيح تأتي بوجه.. كالَّذي رحل