أعلن سليمان حاشي مدير مركز البحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ عن تأسيس (منتدى المهجرين من الأندلس) يعقد مرة كل عامين وتتناوب عليه المدن الجزائرية التي استقبلت أكبر عدد من المهجرين من الأندلس. وقال حاشي الذي اشرف على الطبعة الأولى من المنتدى التي اختتمت أشغالها الخميس الماضي بمدينة تلمسان أن المنتدى سيكون فضاء للدراسة المعمقة للظروف التي تم فيها تهجير عشرات الآلاف من الأندلسيين إلى منطقة المغرب العربي وظروف استقبالهم واستقرارهم في المدن والبلدات الساحلية. كما يدرس الإضافة الحضارية التي قدمها هؤلاء وأفضالهم في إنعاش الحركة الثقافية وتنويع العلوم بالجزائر وبلدان المغرب العربي الأخرى. وأكد المشاركون في المنتدى الأول على أهمية جمع أرشيف تلك الحقبة التاريخية وإعادة كتابة التاريخ بما يضع الحقائق في متناول الجميع.
تفعيل المعهد الوطني الجديد للدراسات الأندلسية
وأوصوا ب"تفعيل المعهد الوطني الجديد للدراسات الأندلسية الذي سيفتتح في الأشهر المقبلة بتلمسان لإطلاق ورشاته مختلف الدراسات والبحوث العلمية حول سكان الأندلس الذين هاجروا إلى حواضر المغرب العربي والاستفادة من الوثائق المودعة في المحاكم ودور الأرشيف الوطنية لإعادة كتابة تاريخ العصر الوسيط، وتناول المتدخلون بإسهاب المأساة التي عاشها سكان الأندلس بعد سقوط غرناطة ودور تلمسان كحاضرة إسلامية في استقبالهم وتأمينهم وتشجيعهم على ممارسة نشاطاتهم العلمية والفنية والحرفية مما ساعد على ظهور نمط حضري جديد مزيج بين الفن الأندلسي والمغاربي بتلمسان والحواضر الأخرى كفاس وبجاية وتونس. ودعوا المؤرخين والباحثين إلى "مواصلة الجهود لتسليط الضوء على هذه الفترة العصيبة من التاريخ" وتميزت جلسة الختام بتدخل أثنى فيه الأستاذ لويس كارداياك من المكسيك على فكرة الملتقى وتجسيدها،وقال أنه "عالج إحدى المواضيع الحساسة في تاريخ الإنسانية وهي التهجير القسري لسكان الأندلس بعد تجريدهم من ممتلكاتهم وإيذائهم والتنكيل بهم" مأساة إنسانية لا تنسى واعتبر ما حدث "مأساة إنسانية لا تنسى"، وأشرف على تنظيم المنتدى الذي دام ثلاثة أيام المركز الوطني للبحوث في عصر ما قبل التاريخ بالتنسيق مع جامعة تلمسان في إطار تظاهرة (تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011) وشارك فيه أساتذة وباحثون من الجزائر وتونس والمغرب والعراق ومصر وتركيا وإسبانيا والمكسيك. وقد دارت الأبحاث حول أربعة محاور وهي "الظروف التاريخية والسياسية لسقوط الأندلس"و"التهجير القسري وترتيباته مع إبراز مواطن استقبال الأندلسيين واستقرارهم) و"استقرار المورسكيين في حاضرة تلمسان وإسهاماتهم في المجال العلمي والتقني"وأخيراً المحور الرابع خاص بالدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من المأساة.