كشف القيادي البارز في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي ومؤسس "إمارة الصحراء" مختار بلمختار المكنى "خالد أبو العباس" معلومات عن عرض السلطات الموريتانية إرسال وفد من العلماء إلى معاقل التنظيم لمحاورتهم بشأن العمل المسلح. وقال أمير "كتيبة الملثمين" خالد أبو العباس المعروف باسم "بلعور" في مقابلة أجراها مع صحيفة أخبار نواكشوط أن السلطات الموريتانية عرضت عليهم بواسطة بعض السجناء السلفيين إرسال وفد من العلماء بقيادة الشيخ محمد الحسن ولد الددو لمحاورتهم، وأنهم رحبوا بالفكرة ومازالوا يرحبون بها ومستعدون لاستقبال الوفد، لكن السلطات لم ترسل أي أحد وأضاف بلعور أن تحييد موريتانيا عن الصراع مع تنظيم القاعدة وتجنيبها ذلك أمر قابل للنقاش. وتحدث خالد أبو العباس عن الرهائن الفرنسيين لدى تنظيمه قائلا: "إن مطلب انسحاب الفرنسيين من أفغانستان مقابل تحريرهم لا يزال مطروحا ولم يتغير فيه شيء رغم مقتل أسامة بن لادن الذي تقدم بالطلب أصلا"، كما اعترف ضمنيا خلال المقابلة بحصول تنظيمه على أسلحة ليبية أثناء الثورة قائلا "إن ذلك أمر طبيعي" نافيا أن يكون مقاتلو تنظيم إمارة الصحراء قد شاركوا في العمليات القتالية ضد قوات معمر القذافي. وكشف بلعور النقاب عن أن التنظيم حاول اغتيال السفير الإسرائيلي بنواكشوط قبل هجوم نفذه عناصر تابعون له على السفارة الإسرائيلية بنواكشوط في فبراير عام 2008، وقال إن عملية نواكشوط التي خطط لها التنظيم وحاول تنفيذها في شهر فيفري الماضي وأسفرت عن تفجير إحدى سيارتين مفخختين على مشارف العاصمة ومصادرة أخرى جنوب البلاد "كانت السبب المباشر في سحب الرئيس الموريتاني لقواته من شمال مالي" مؤكدا أن السيارتين المفخختين كانتا تستهدفان اغتيال الرئيس الموريتاني وضرب السفارة الفرنسية بنواكشوط. ودافع أمير "كتيبة الملثمين" عن تنفيذ تنظيمه لعمليات استهدفت الاستيلاء على أموال عمومية من ميناء الصداقة بنواكشوط وبعض السيارات الحكومية قائلا إن الأنظمة تستولي عن تلك الأموال ولا يصل للشعوب منها إلا النزر اليسير. كما اعترف بلعور بوجود خلافات بينه وبين القيادة التي تولت مسؤولية إمارة الصحراء بعده، كما نفى المعلومات التي تحدثت سابقا عن مفاوضات بينه وبين السلطات الجزائرية لتسليم نفسه، مؤكدا قناعته بالاستمرار في "القتال". وبخصوص العلاقة مع تنظيم القاعدة في أفغانستان قال خالد أبو العباس إن "أبو يونس الموريتاني" المعتقل حاليا في باكستان كان أول قناة اتصال مباشرة بينهم وبين التنظيم، مضيفا أنه هو شخصيا اشرف ابتداء من سنة 2000 على اتصالات تهدف إلى التوحد مع القاعدة الأم ولم يكن ضد هذا الانضمام كما نشر حينها. ص.م