طالب سكان قرية " عبد الوريث " التابعة لاقليم بلدية كاب جنات شرق ولاية بومرداس، من السلطات المعنية التدخل العاجل من أجل انتشالهم من المشاكل التي يواجهونها في يومياتهم، والتي أرهقت معيشتهم وحوّلتها إلى جحيم حقيقي. يتمثل أول مشكل حسب سكان البلدية عند حديثنا معهم في انعدام المياه الصالحة للشرب، حيث يضطرون إلى استعمال مسافات طويلة نحو البلدية على مسافة 6 كلم لجلب الماء أو الاستعانة بصهاريج الخواص بأسعار تتراوح ما بين 600 دينار إلى 1000 دينار، الأمر الذي أثقل كاهل سكان القرية في ظل محدودية الدخل وانعدام فرص العمل وارتفاع نسبة الفقر إلى أكثر من 60 بالمائة، كما يشتكي سكان القرية من مشكل آخر لا يقل أهمية يتمثل في انعدام قنوات الصرف الصحي، حيث يلجأ معظم السكان إلى الحفر الصحي الذي نتج عنه روائح كريهة وتلوث بيئي. هاته الظاهرة يضيف سكان القرية فسحت المجال بشكل واسع في ظهور حيوانات خطيرة منها انتشار وبشكل كبير الكلاب الضالة والخنازير، بالإضافة إلى انتشار أمراض الحساسية بين قاطني المجمعات السكنية، وهو ما دفع بهم إلى السلطات المعنية مطالبين، التدخل العاجل من أجل إيجاد حل لهذا المشكل الذي نغص حياتهم وحولها إلى جحيم لا يطاق. هذا ناهيك عن مشكل آخر طرحه سكان القرية المتمثل في انعدام الغاز الطبيعي الذي تم إنجازه خلال هذه السنة وتم ربط سكان مقر البلدية وسكان المناطق المجاورة، حيث ما زال يلجأ سكان القرية إلى استعمال الحطب كوسيلة للطهي والتدفئة في فصل الشتاء ويلجأ البعض الآخر من العائلات إلى شراء قارورة الغاز بأسعار متضاربة ما بين 250 دينار و350 دينار . هذا وتتواصل معاناة سكان القرية البالغ عددها أكثر من 1400 نسمة من غياب المرافق الشبانية، الثقافية والترفيهية، فالأطفال لا يجدون أماكن للعب واللهو. أما فئة الشباب الذين دمرت البطالة حياتهم بعد غياب فرص العمل بالبلدية فهم يقضون نهارهم ولياليهم في" الاتكاء على الجدران" ينتظرون ساعة الفرج وساعة النظر في مشاغلهم خاصة خريجي الجامعات والتكوين المهني كما تنحرف فئة من الشباب الآخر من يعيشون ظروف مزرية ويتبعون طرق بدائية في الحياة كطريق المخدرات والكحول. ومنهم من يفكر في النزوح نحو المدن الكبرى لعلهم يجدون حياة أفضل، وفي هذا الصدد، يطالب سكان القرية من السلطات الولائية التدخل العاجل لإنهاء مرارة المعيشة البدائية لسكان عاشوا سنوات طويلة تحت هيمنة الاستعمار وجحيم العشرية السوداء مع الإرهاب .