عرفت الليلة التاسعة لمدينة نجمة والإذاعة الوطنية بساحة المركب الأولمبي ''محمد بوضياف''، تنظيم العديد من النشاطات الفنية من بينها حفل من احياء فرقة ''السد'' لبشار و''وان ما شو'' من تنشيط نبيل عسلي. وفي هذا السياق، استطاعت فرقة ''السد'' من بشار أن تستقطب جمهورا معتبرا صفق لأدائها كثيرا وتجاوب مع الاغاني التي ادتها بفنية وجمال كبيريّن، وبالأخص أغنيتها ''سيدي بلحمر'' من ألبومها الأوّل ''اليوم ما يدوم الحال'' والتي يقول مقطعها الشهير: "سيدي بلحمر واش جابك عندي للدار لعفو راني جاي لعفو راني عيان'' كما أدت فرقة ''السد'' أغاني أخرى، من بينها ''الله سبحانه'' من ألبومها الثاني ''أمل'' والتي هي عبارة عن ابتهالات وذكر لله ورسوله الكريم، أعقبتها أغان أخرى منها اغنية ''لا تبكيش يا صاحبي'' والتي غنت فيها عن غدر الدنيا وأهمية أن يكون قلب الإنسان صافيا ونقيّا، فجاء في بعض مقاطعها: "مسكين يا صاحبي قلوب الناس ولا بكات معاك الدنيا غدارة ما دير فيها لامان" للإشارة، تتكوّن فرقة ''السد'' من لحسن بسطام المدعو حسينة، أحمد طالبي، زايدي زايد، لحبيب مجالي، علي يمن ومصطفى درويش. وتعزف على آلات موسيقية تقليدية مثل القمبري، القبقابو والطار مثلما تستعمل آلات حديثة كالطبل. وتعود تسميتها مثلما أوضحه رئيسها حسينة ل''المساء''، إلى سد بشار الذي بني في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، والذي يرمز الى الحياة، وكذا إلى الأخوة التي تربط بين أفراد الفرقة. من جهته، قّدم الممثل نبيل عسلي عرض ''وان مان شو''، تناول فيه بعض المظاهر التي تطغى على المجتمع الجزائري بطريقة طريفة وارتجالية في معظم الاحيان (دليل على حداثته في هذا المجال من الفن بعد أن مثّل في المسرح والسينما، إذ شارك في فيلم ''الحراقة'' لمرزاق علواش). وبدأ نبيل عرضه بقصة شاب ولد بشعا حتى أنّ كلّ من يراه يقول ''بسم الله الرحمن الرحيم''، مما دفع بوالده الى وضع إعلان في الجريدة يقول فيه أنّه سيمنح مبلغا كبيرا لكلّ من يقول أنّ ابنه جميل، وفي يوم من الأيام يقرّر بطال أن يحقّق أمنية والد الطفل البشع ولكن ما إن يرى الرضيع يصرخ قائلا ''الرزق على الله''،أي أنّه يفضّل أن لا ينال المكافأة على أن يكذب هذه الكذبة الكبيرة. ويواصل نبيل سرد قصة هذا الشاب الذي يسافر الى كندا وتحدث له مغامرات كثيرة على متن الطائرة، حيث يقارن الواقع الذي يعيشه بالعالم الآخر الذي يقصده، والمتمثّل في بلد متطوّر حيث الاحترام والمحبة وتقدير الآخر من علاماته، كما يتطرّق إلى ظواهر انتشرت بالبلد في السنوات الأخيرة مثل العنف في الملاعب وفي الشوارع. أمّا الشخصية الثانية التي تناولها نبيل في عرضه هذا، فتتمثل في ''عيّاش'' الذي تعلم أن يتفوّه بالكلام البذيء منذ طفولته، فشتم والده وهو في سن الثانية وضرب جده وهو في الرابعة، وحينما ضرب مدير المدرسة الابتدائية التي يزاول بها دراسته، طلب منه هذا الاخير ان يحترم سلم التمهين وان يبدأ بضرب الحارس فالخادمة ومن ثم المعلم لكي يصل في الأخير إليه. وسافر عياش الى فرنسا حيث التقى بامرأة اوروبية في مسرح، ويتوقف نبيل عند عتبة المسرح ويحكي كيف لا يحترم بعض الجمهور الجزائري العروض المسرحية، حيث يتكلم بصوت مرتفع في وقت تقديم العروض ويجلب معه اطفاله الصغار وغير ذلك من المظاهر التي لا تمت بصلة للفن الرابع، ومن ثم يواصل حكايته عن عياش الذي تزوج بحبيبته واسمعها اغنية في غاية الرومانسية تتحدث عن السكين والسيف وما شابه...