أنيسة.ب العقم ...صفة زوّجها المجتمع بالمرأة و طلقها عن الرجل إن العقلية السائدة في مجتمعنا العربي اتجاه مسألة العقم واضحة و ظاهرة للعيان و لو كان ذلك على حساب الحقيقة المطلقة و الصراحة و احترم القدر ، فالعقم مرتبط بالمرأة ، و لو كان العيب من الرجل فإن الزوجة تتحمل ذلك و كأنها تتبنى الجريمة ، و ليس ذلك فحسب فهي تحرم نفسها من إحساس الأمومة و فرصة الإنجاب لا لشيء سوى لتنقض سمعة الرجل و تحافظ على زوجها و لو على حساب حقها كامرأة ، ورغم أنها تقابل دائما بأنها المذنبة في عيون المجتمع ، إلا أنها تفضل ذلك على أن يوصف زوجها بالعقيم ، بالرغم من التطور الحاصل في مجال الطب و الذي له القدرة على اكتشاف من المريض مع إمكانية العلاج أيضا ، و لكن المجتمع لا يزال يصر على اتهام المرأة لوحدها .
نساء يضحين بعاطفة الأمومة لإنقاذ كرامة أزواجهن ربما هي أثمن تضحية يمكن أن تقدم ،كون التضحية بمحور المرأة ألا وهي الأمومة ،لا يمكن أن تقدم هكذا و فقط كونها تمس أنوثة المرأة أيضا ،و لكن في نظر المجتمع شتان بين هذا و ذاك ، و تقول نوارة التي تزوجت منذ سبع سنوات و لم ترزق بأولاد ، أنها قامت بكل الفحوصات الطبية و تبين أنه يمكنها الإنجاب و لكن المشكل يكمن في زوجها و لما سمع الزوج ذلك نزل عليه الخبر كالصاعقة و لم يحتمل ذلك كما أصيب بنوبة عصبية ، و تقول المتحدثة أنه طلب منها تركه و الزواج بآخر لترزق بأولاد ، فهو لا يمكنه أن يقدم لها عاطفة الأمومة ،و لكنها لم تستطع فعل ذلك كونها لا يمكن أن تتركه و هي عاشت معه سبع سنوات ، كما أنه الرجل الذي أحبته و قررت أن تكمل حياته معه ، فلا يعقل أن تتخلى عنه في كذا ظروف ، فهي تؤمن بالقدر و بالعلم أيضا كونه تتطور ، و يمكن المعالجة و الشفاء بيد الله تقول نوارة . حال تسعديث لا يختلف كثيرا عن حال نوارة ، و لكنها لا تسلم من الإتهامات التي تقع عليها أمام إصرار أهل زوجها على الطلاق منه كونها لم تمنحه الولد و الخلفة ، و هو ما جعلها تحترق بين علمها بالحقيقة و كبتها لعاطفة الأمومة ، و أمام الظلم الذي تتعرض له من قبل أهل زوجها . .. و للسعادة أوجه أخرى بعيدة عن الإنجاب أكدت الكثير من السيدات اللواتي عرضن عليهن الموضوع ، أن الرغبة الجامحة في الإحساس بالأمومة من الصعب جدا كبحها ، و يتطلب الكثير من الحكمة و التضحية ، و لو كانت المرأة هي التي تعاني من العقم فإن الحل سيكون سهلا و هو تركها و الزواج بغيرها ، و لكن عندما يتعلق المشكل بالرجل فإن حسابات كثيرة تدخل في هذه الخانة ، أولها كرامته و رجولته ، و من ثم تأتي نظرة المجتمع للمرأة التي تترك زوجها في كذا ظروف ، فهو يصفها بغير المخلصة و التي تركت زوجها و هو في أشد المحن ما يجعل زواجها مرة ثانية بالأمر الصعب إن لم نقل بالمستحيل ،كل هذه المعطيات تجعل المرأة في قفص الاتهام ، و لكن طريق السعادة ليست في الإنجاب فقط و لو كان البنين زينة الحياة الدنيا ، و لكن للسعادة أوجه أخرى ،مادام الإنسان قد رضي بقدره و مصيره ،فالحب يصنع المعجزات ، ولا شيء يصعب على المولى عزّوجل ، و لكن المهم هو الإيمان بابتلاء الله ، فالسعادة هي راحة النفس و صفائها مع الإله و مع المحيط الذي نعيش فيه .