واعتبرت العائلات الظفر بمادة الغاز الطبيعي ضربا من المستحيل والبعيد المنال، حلم لن يتحقق في ظل هذه الأوضاع، فشبح اقتناء غاز البوتان لا يزال قائما، خاصة مع محدودية توزيع هذه المادة في فصل الشتاء أين تخضع للمضاربة بين التجار ضف إلى ارتفاع ثمنه، والماء الشروب هو الآخر مطلب أساسي لهؤلاء، السكان الذين يواجهون صعوبة في جلب كميات لا تكفي لقضاء حاجياتهم اليومية، مما يضطرهم لشراء صهاريج بمبالغ باهضة تكلفهم مصروفا زائدا، والوضع يتفاقم في فصل الحر، أين يكثر الطلب على هذه المادة الحيوية التي لا يمكن الاستغناء عنها. إيصال خطوط الكهرباء بطريقة عشوائية يهدد حياة السكان كما أن التزود بالكهرباء سبب آخر عقّد الوضع وحوّل حياتهم إلى بؤرة من الفزع والخوف إذ منذ تشييد سكناتهم لم تصلهم الكهرباء بطرق عقلانية، أين تشترك العديد من العائلات في عداد واحد، مما أسفر عنه انقطاعات متكررة بسبب كثرة الاستهلاك وقلة قدرة استيعاب العداد، وكثيرا ما تحدث شرارات كهربائية تهدد حياتهم، خاصة أبنائهم الذين يلعبون طوال الوقت أمامها، وبمجرد هبوب رياح ينقطع التيار، فيجد السكان أنفسهم مضطرين للاعتماد على الشموع، والمعاناة تتواصل بغياب الإنارة العمومية على مستوى الحي حيث أصبحوا عرضة للاعتداءات والسرقة من طرف الشباب المنحرفين الذين يستخدمون أسلحة بيضاء هذا ما سرده لنا أحد القاطنين بالحي، حيث أنه تعرض مؤخرا لاعتداء وسلب منه هاتفه النقال ومبلغ مالي كان بحوزته وعلى اثر هذه الحادثة بات السكان متخوفين، وأصبحوا يرافقون أبنائهم. رغم النداءات المتكررة السلطات تتجاهل مطالب السكان وفي خضم كل هذه المعاناة والمشاكل والتهميش التي يشهدها حي عين الكحلة، والذي ما هو إلا عينة للعديد من الأحياء التي تعيش فيها العائلات نفس الظروف القاهرة، واللامبالاة من طرف المسؤولين المحليين، الذين لا يعيرون أدنى اهتمام لمطالبهم، فيما أكد السكان أن السبيل الوحيد للفت الانتباه هو الخروج للاحتجاج حتى يصحو ضمير المعنيين، الذين يتماطلون في أداء مهامهم، على الرغم من إدراكهم بحجم المعاناة والمشاكل التي يتخبطون فيها منذ التحاقهم بهذه السكنات التي لا تصلح للجنس البشري.