لا تزال معاناة قاطني شاليهات حي "بلقواري" المتواجد بإقليم بلدية الرغاية بالعاصمة ، متواصلة في ظل الأوضاع السيئة التي يعيشونها بسبب تأخر عمليات الترحيل التي كانت قد وعدتهم بها السلطات منذ شهور عديدة، إلا أنها وككل مرة وعود لا تجد لها مكانا في أرض الواقع. أبدى سكان الشاليهات في لقاء مع" الجزائرالجديدة" استيائهم وامتعاضهم الشديدين بسبب الظروف القاسية التي يتخبطون فيها هم وأبنائهم الصغار الذين لا ذنب لهم سوى أنهم أبنا لآباء لا يملكون منازلا تليق بالجنس البشري. من جهة أخرى ، تحدث هؤولاء عن الأوضاع السيئة التي عاشوها ولازالوا يعيشونها منذ أن تهدّمت منازلهم عقب زلزال 21 ماي 2003، أين قامت السلطات بترحيلهم إلى شاليهات تتواجد بحي بلقوراي ببلدية الرغاية، ليجدوها ليست أقل ضررا من منازلهم التي تهدّمت و تدمرت عن آخرها. معاناة لا تنتهي مرّت ست سنوات منذ ترحيل العائلات إلى هذه الشاليهات التي لا تمت للحياة بأي صلة، خصوصا وأنها تفتقر لأدنى مقومات وضروريات الحياة والعيش الكريم، ست سنوات تمر وهذه العائلات تتجرع الويلات بسبب قلة الوسائل التي من شأنها أن تغنيهم مشقة التنقل من مكان إلى آخر لأجل التزود بها. غاز المدينة مطلب ملح مادة الأميونت التي صنعت بها الشاليهات التي تقطنها العائلات، كانت السبب الأول في امتناع المسؤولبن عن تزويد السكان بمادة الغاز الطبيعي والذي يعد من ضروريات الحياة، حتى لا تقع حوادث قد تودي بحياة الأشخاص، إلا أن العائلات وعلى خلفية انعدام الغاز الطبيعي سئموا التنقل من مكان إلى آخر لأجل شراء قارورة غاز البوتان والتي وصل سعرها خلال الأيام القليلة الماضية بسبب التقلبات الجوية وحسب تصريحاتهم إلى 700 دينار جزائري وأحيانا إلى مبلغ 900 دينار جزائري ، الأمر الذي زاد من مغبتهم سيما وأنها أثقلت كاهلهم بمصاريف أخرى هم في غنى عنها . الإنارة العمومية مشكل آخر ما زاد في قلق السكان وتخوّفهم انعدام الإنارة العمومية بحيهم، فالمعروف أن السكنات التي يقطنوها عبارة عن شاليهات، ومن السهل أن يقتحم أصحاب النفوس الضعيفة هذه الأخيرة ليستولوا على ممتلكاتهم وأشيائهم الخاصة. الأمن ضرورة غائبة تناول قاطنو حي "بلقواري" ببلدية الرغاية مشكل انعدام الأمن الذي صار ظاهرة لا تحتمل ولا تطاق، فهم يضطرون للدخول إلى منازلهم باكرا قبل صلاة المغرب، ليبدوا استيائهم إزاء هذا الوضع الذي حرمهم من تأدية الواجب الإلهي بالمساجد، خوفا من التعرض لاعتداءات أو سرقات قد تعرّضهم للتهلكة. طرق كارثية والحلول منعدمة في سياق ذي صلة أشارت العائلات ، إلى مشكل اهتراء طرقات الحي التي تعرف وضعا كارثيا منذ أن رحلوا إليها، فهي تتحول بعد تساقط الأمطار إلى مجموعة هائلة من البرك المائية التي تحوي المياه القذرة، إلى جانب الأوحال التي تعترض طريق هؤلاء لتسبب لهم الكثير من المتاعب والإحراج عند استقلال الحافلات أو السيارات بغية مزاولة الدراسة أو العمل، موضحين في تصريحهم، أنهم تلقوا وعودا من قبل السلطات المحلية للقضاء على مشكل اهتراء الطرقات وتعبيدها حتى ينقص العبء على المواطنين، لكن ومنذ إطلاق هذه الوعود لم يرى المواطنون المسؤولين مرة أخرى، ليزيد استيائهم وامتعاضهم، مهدّدين في الوقت ذاته بتصعيد اللهجة أو القيام بأعمال شغب لتنصاع البلدية لمطالبهم ونداءاتهم المتكررة. سلطات غير مبالية في حديث السكان، اشتكوا تجاهل السلطات المحلية لمجموعة مطالبهم والشكاوي التي تقدّموا بها إلى مصالح بلديتهم لأجل النظر فيها والقضاء على معاناتهم في القريب العاجل، على رأس هذه المطالب عمليات الترحيل التي كانت قد وعدتهم بها منذ فترة تجاوزت العامين، الأمر الذي زاد من معاناتهم وأثار العديد من التساؤلات بخصوص الوعود التي أطلقوها. أمام هذا الوضع يطالب قاطنو شاليهات حي بلقواري ببلدية الرغاية بالعاصمة بضرورة التدخل العاجل والوفاء بالوعود، خصوصا فيما يتعلق بعمليات الترحيل إلى سكنات اجتماعية لائقة، حتى يتخلّصوا من جملة المشاكل والصعوبات التي يواجهونها منذ أزيد من ست سنوات، وهي معاناة طال أمدها.