فجر موظفون سابقون في الجامعة العربية قنبلة من العيار الثقيل، سترمي بشظاياها على محيط الهيئة، وتلقي بظلالها على مستقبل الجامعة باعتبارها ستثير جدلا كبيرا، خاصة وأن موعد القمة العربية المقررة في طرابلس الليبية لم يعد يفصل عنها الا ثلاثة أشهر، وصرحت كوكب الرئيس الوزيرة السورية المنتدبة لدى الجامعة العربية، على هامش الكتاب الذي أصدرته مؤخرا " الجامعة العربية.. أي مستقبل؟ " أن الهيئة التي انتسبت اليها هي هيئة مصرية لا يمثل العرب فيها الا ما مجموعه 10 بالمائة، والنسبة المتبقية هي للدولة المضيفة، وأضافت أن ما اصطلح على تسميته ب " البيت العربي " هو بيت للغربة، لأنه كل ما يدور خارج الدائرة المصرية داخل الجامعة هو غريب ومعزول بحكم السلوكات والممارسات اليومية على الموظف العربي مهما كانت درجته ومرتبته، فهو غير مرغوب فيها، لأنه كما تضيف- المتحدثة- رهين حلقة مغلقة في إشارة إلى هيمنة الجانب المصري على دواليب الجامعة. كوكب الرئيس تحدثت الى جانب ذلك عن أوجه فساد تطال هياكل الجامعة العربية التي تبقى بعيدة عن آليات الحساب والشفافية، حيث لا زال الرأي العام العربي الذي يدفع من حر ماله للجامعة أوجه إنفاق أموالها، وألمحت إلى شبهات تحوم حول صناديق الجامعة، فبعد فضيحة صندوق الشباب والرياضة التي امتدت من تونس إلى القاهرة، عرجت على صندوق الإعلام الذي يستفيد منه عدد من الإعلاميين المصريين المقربين من الأمين العام، الذين يستفيدون من تكاليف مهام السفريات مقابل الكتابة على المقاس. أما ظبية خميس وزيرة من دولة الإمارات العربية المتحدة منتدبة لدى ذات الهيئة، فقد أكدت الطرح نفسه في حصة " الملف " الذي تبثه قناة الجزيرة الفضائية التي استضافت الدبلوماسي الجزائري، أحمد بن حلي بوصفه نائب مساعد للأمين العام للجامعة العربية، وأعربت عن أسفها الشديد الذي تدار بها أروقة الجامعة، كما عبرت عن خيبة أملها في شخص الأمين العام الذي قالت بشأنه: " كنت اعتقد من خلال مساعيه وبعض أفكاره الداعية لتنمية الثقافة العربية، وحوار الحضارات، أنه رجل يحترم الطاقات والكفاءات العاملة في القطاع، إلا أنني ولكوني غير مصرية، فقد بقيت مديرة من دون مهام وصلاحيات "، وأضافت: " لما سولت لي نفسي وكتبت في مدونتي الخاصة عن الكتاب الذي أصدرته كوكب الرئيس، أنزلت إلى موظفة بدون مهام "، بعد أن تعرضت للعقاب من طرف الهيئة. كما ذكر احمد شرف الدين، دبلوماسي مصري سابق، أن الجامعة العربية، رهينة سياسات الدول المضيفة لها، ولا تترجم بصدق اهتمامات الشارع العربي، فمنذ عهد الشاذلي القليبي، إلى عهد عمرو موسى، لم تتغير هيمنة السياسات القطرية على الاتجاهات العامة للجامعة. وتشير مصادر دبلوماسية أن القمة العربية المقررة في الربيع المقبل في طرابلس الليبية، تنتظر مفاجآت من العيار الثقيل، وتعزو ذلك إلى الشخصية الكاريزمية للقائد الليبي، معمر القذافي، الذي ما فتئ يترك بصماته بجرأته وأفكاره خلال القمم الماضية، فعلاوة على التوجهات الجديدة للجماهيرية التي تريد إسقاطها على محيطها الإقليمي والقاري، فاستلام القذافي لرئاسة الجامعة خلال السنة المقبلة، سيجعلها فرصة لتجسيد وتنفيذ الإصلاحات والأفكار التي نادى بها القائد معمر القذافي.