اتهمت مصر الجزائر بمحاولة تجريد القاهرة من منصب الأمانة العامة للجامعة العربية، وذلك بالدعوة إلى طرح ملف تدوير منصب الأمانة العامة لجامعة الدول العربية خلال القمة المقبلة للجامعة المقررة في العاصمة الليبية طرابلس في 27 مارس المقبل. تسعى القاهرة إلى فتح جبهة جديدة في أزمة العلاقات مع الجزائر بالترويج إلى محاولات تقودها الجزائر من أجل إعادة فتح ملف تدوير منصب الأمانة العامة بالجامعة العربية على قمة طرابلس، وقبل حوالي ثلاثة أشهر تفصل عن موعد القمة العربية بدأت الآلة الدبلوماسية المصرية تعمل في الخفاء لإجهاض أي محاولة متوقعة لإعادة فتح الملف المطروح بقوة منذ 2005، ومع أن كل المعطيات تثبت أن عديد من الدول العربية ساندت الموقف الجزائري الداعي للتدوير إلا أن مصر استغلت تشنج العلاقات في المدة الأخيرة في أعقاب المبارتين اللتين جمعتا الفريق الوطني الجزائري لكرة القدم ونظيره المصري في القاهرة وأم درمان بالسودان شهر نوفمبر الفارط والتي عرفت تأهل الفريق الوطني بكل جدارة إلى نهائيات كأس العالم 2010، لاتهام الجزائر بتحريض دول عربية والدفع بها لطرح هذه المسألة في القمة العربية المقبلة مع أن الجزائر سحبت مرشحها في انتخابات »اليونسكو« لإعطاء صوتها لوزير الثقافة المصري فاروق حسني. ونقلت صحيفة »الشروق« المصرية، على لسان مصادر دبلوماسية مصرية وعربية عن تحرك بعض العواصم العربية في اتجاه بعث المبادرة التي كانت الجزائر قد أعلنت عنها عند احتضانها للقمة العربية في ربيع 2005 ، وأكدت ذات المصادر أنه هذه العواصم قامت بالفعل بإبلاغ طرابلس بأنها تريد طرح الأمر على جدول أعمال القمة وأن مشاورات تجريها ليبيا، الرئيس القادم للقمة العربية، لتحديد ما إذا كان الموضوع سيشكل نقطة ضمن الأجندة الرسمية للقمة العربية المقبلة. وذكرت تقارير صحفية مصرية أن بعض الدول العربية، بما فيها الجزائر وسوريا وقطر تنسق من أجل طرح ملف تدوير منصب الأمين العام للجامعة العربية، مدعية أن الجزائر تحاول الاستثمار في المشاكل المصرية مع بعض الدول العربية بعد توتر علاقاتها الدبلوماسية مؤخرا و تقوم بتحريضها.