صعدت ليبيا من لهجتها ضد الحكومة اللبنانية على خلفية رفض الأخيرة دعوتها لحضور القمة العربية الدورية المقررة في نهاية الشهر الحالي بمدينة سرت الليبية، حيث شنت مصادر ليبية وصفت بالمطلعة هجوماعنيفا ضد شيعة لبنان ووصفتهم بالتطرف واتهمتهم بالتطال على الزعيم الليبي معمر القذافي وأسرته. ويطالب شيعة لبنان بالاعتذار عن حضور قمة سرت، احتجاجا على ما يعتقدونه من تورط النظام الليبي في خطف الزعيم الشيعي الإمام موسى الصدر ورفيقيه خلال زيارتهم لطرابلس في أوت عام .1978 وقالت ذات المصادر إن ليبيا اختارت توجيه الدعوة إلى لبنان للمشاركة في القمة العربية المقبلة، عن طريق مكتب المتابعة (السفارة) الليبية في العاصمة السورية لأنه لم يكن ممكنا توجه مسؤول ليبي على أي مستوى إلى بيروت لتسليم الدعوة شخصيا إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان ''بسبب تهديدات علنية وسرية وجهتها أطراف شيعية مؤخرا إلى ليبيا''. واعتبرت أنه بالنظر إلى أن العلاقات الدبلوماسية مع لبنان مقطوعة وأن السفارة الليبية في بيروت مغلقة فإن الطريقة الوحيدة لتسليم الدعوة هي تسليمها إلى أقرب سفارة لبنانية في الخارج. وفي السياق ذاته كشفت المصادر النقاب عن أن السلطات الليبية رصدت مؤخرا رسائل عنيفة مصدرها جهات شيعية قالت إنها لا تريد الخير للعلاقات الليبية اللبنانية، تتضمن التهديد بالخطف والاغتيال، مشيرة إلى أن طرابلس أصدرت مؤخرا تعليمات مشددة إلى معظم مكاتبها الدبلوماسية في الخارج باتخاذ أقصى إجراءات الحيطة والحذر تحسبا لأية أعمال ضدها أو أي من العاملين فيها. وأوضحت أن التهديدات شملت العقيد القذافي وأسرته وكبار معاونيه، لافتة إلى أن ليبيا كانت تأمل في أن ينجح عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية في كبح جماح من وصفتهم ب ''الشيعة المتطرفين'' في لبنان. وكان عضو هيئة الرئاسة في حركة ''أمل'' الشيعية خليل حمدان، هدد في وقت سابق بأن ''أي تحريك أو ضغط على لبنان لحضور القمة العربية المزمع عقدها في ليبيا، سواء من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أو غيره، هو استهداف للأمن والاستقرار السياسي الذي ينعم به لبنان''. وكانت الأزمة بين بيروتوطرابلس قد أخذت منعرجا خطيرا خلال الساعات الماضية في أعقاب قيام وزير الخارجية الليبي موسى كوسا، بمحاولة تسليم دعوة حضور قمة سرت إلى السفير اللبناني في سوريا ميشال خوري، في مقر السفارة الليبية في دمشق، الأمر الذي اعتبره مسئولون لبنانيون ''صفعة دبلوماسية'' على وجه لبنان، وقوبل باستياء كبير من رئاسة الجمهورية، وحسب ما أكدت مصادر لبنانية فإن مسألة المشاركة من عدمها أصبحت على المحك بعد هذا التصرف.