يشتكي سكان بلدية الأربعاء من ظاهرة الإهمال والفوضى التي باتت تغرق فيها الملحقة الطبية التابعة للعيادة متعددة الاختصاصات المتواجدة على مستوى ذات البلدية، فأمام الكثافة السكانية الهائلة والمتزايدة بوتيرة سريعة، لا تستطيع هذه المؤسسة تغطية حاجيات الصحية وتوفير العلاج اللازم لكل المرضى، حيث بات من يقصدها للتداوي يتراجع عن قراره، بمجرد دخوله من الباب، نظرا للطوابير الطويلة التي تلتحق من أجل العلاج منذ ساعات الصباح الباكر، حيث أكد العديد من المواطنين للجزائر الجديدة أنه أحيانا يغادر الطبيب باكرا وأحيانا أخرى يصل متأخرا دون أن يتم تعويضه بطبيب آخر يحل مكانه، الأمر الذي يجعل المرضى ينتظرون لساعات طويلة تزداد خلالها حالتهم سوءا وتعقيدا ومنهم من يفضل المغادرة والفرار بجلده، دون أن يتم الكشف عليه بعد أن سئم من تدني الخدمات الصحية، وعن حالة التسيّب الذي تشهده الملحقة، عبّرت بعض المواطنات عن تذمرهن الشديد من العاملين بالملحقة، لا سيما خلال فترات تلقيح الأطفال حيث أكدن أنهن يذهبن لأيام متواصلة من أجل تلقيح أبنائهن إلا أنهن وفي غالب الأحيان يندهشن من غياب الطبيب لأسباب مجهولة، ليطلب الممرضون منهن المغادرة والعودة في اليوم الموالي أو انتظار الطبيبة لساعات طويلة رفقة أطفالهن الرضع دون أدنى تأكيد على قدومها، وهي الوضعية التي أثارت سخط وتذمر العديد من أجل العلاج لأخذ الحقن والمعالجة لا سيما بالنسبة للحالات الإستعجالية، وما يعتبر خير دليل على حالة الإهمال واللامبالاة بالملحقة حسب تأكيدات المواطنين أنهم مطالبين بشراء كافة المستلزمات الطبية كالحقن والكمادات بحجة أن الملحقة لا تتوفر على الإمكانيات اللازمة لسد حاجيات جميع المرضى الأمر الذي يفرض على المواطن البسيط شراء كل ما يلزم الطبيب لأخذ العلاج، رغم أن الميزانية المخصصة لقطاعات الصحة وإن كانت غير كافية لاقتناء مختلف الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة، فهي حتما كافية لشراء مختلف المستلزمات الأولية التي لا غنى عنها في الحالات الإستعجالية على غرار القطن والحقن، الأمر الذي يتطلب، إجراء تحقيق جدي حول هذه الوضعية المزرية التي تشهدها الملحقة، ولقد عبّر المواطنون في السياق ذاته عن استيائهم من هذه التجاوزات والمماطلات، خاصة في قطاع حساس ومهم كقطاع الصحة مرجعين السبب في ذلك إلى غياب الرقابة من وزارة الصحة على العيادات ومختلف قاعات العلاج، حيث أصبح من الواجب عليها أن تحارب مختلف التجاوزات التي تحول دون أداء هذه المرافق الصحية لمهمتها السامية التي وجدت من أجلها. وأمام هذه الظروف المزرية التي تميّز الملحقة الصحية ببلدية الأربعاء يناشد المواطنون السلطات ومختلف الجهات الوصية التدخل العاجل لوضع حد لحالة الإهمال والفوضى التي باتت لا تطاق والتي وضعت صحة العديد منهم على المحك، وذلك قبل أن تتفاقم الأوضاع وتزداد الأمور تعقيدا.