تحصي بلدية الشفة بالبليدة أكثر من 36 ألف مواطن، إلا أن الخدمات الصحية في هاته البلدية لم ترق، حسب غالبية المواطنين، إلى تطلعاتهم في ظل تزايد الطلب على هياكل القطاع، التي تبقى -حسبهم - غير كافية، خاصة وأن المركز الصحي المتواجد بوسط البلدية يعد ضيقا بالنظر إلى إقبال المواطنين عليه، مما يؤثر على الخدمات المقدمة للمرضى وكذا من الناحية التنظيمية. كما أن انعدام سيارة إسعاف بهاته البلدية يعد هاجسا إضافيا لعمال القطاع والمواطنين على حد سواء. وتقتصر الهياكل الصحية المتواجدة على مستوى بلدية شفة على ثلاث قاعات علاج ومركز صحي متواجد بوسط المدينة. غير أن هاته الهياكل الصحية الجوارية تعد في نظر المواطنين قليلة في الوقت الراهن ولا تستجيب لحاجيات المواطنين بالنظر إلى الكثافة السكانية المعتبرة على مستوى هاته البلدية، كما أن المركز الصحي يعتبر جد صغير مقارنة بعدد مرتاديه من المرضى والذي لا يحتوي إلا على قاعة واحدة من أجل الكشف الصحي العام، كما يفترض أن يستعمل أيضا ثلاث مرات أسبوعيا من كشوف متخصصة من بينها الأمراض الجلدية في حين أن طبيب الأعصاب لم يقم بأي من الكشوف المذكورة بهذا المركز إلى حد الساعة. أما الحديث عن قاعات الانتظار، فيعني الحديث عن فوضى شبه عارمة بالنظر إلى ضيق المكان والذي بات لا يتسع لنحو 60 مريضا يقصدون المركز يوميا ومنذ الساعات الأولى للنهار بقصد تفادي الانتظار المطول، حسب ما أفادنا به مصدر من هذا المرفق الصحي، في حين أن قسم حماية الأمومة والطفولة والذي أقيم في الجهة المقابلة للمركز يعرف بدوره حالا مشابها بالنظر إلى ضيق القاعات المخصصة له في حين أن العاملين به يستقبلون يوميا قرابة 50 طفلا في إطار عمليات التلقيح. ومع هذا، فهو لا يحوي سوى على قاعة واحدة للانتظار بعد أن تم تحويل القاعة الثانية إلى قاعة للفحص. وإلى جانب هذا النقص الهيكلي، فإن ذات القسم يشتكي من غياب قابلة بعين المكان بالرغم من دورها الهام في مثل هاته المصلحة، إلا أن غياب سيارة إسعاف عن هاته الهياكل الصحية يبقى الهاجس الأول للعاملين بالقطاع والمواطنين على حد سواء والذين يعتمدون في حال الضرورة على إمكانياتهم الخاصة من أجل نقل المرضى والمصابين إلى الهياكل الصحية الأقرب منهم والمجهزة لاستقبال الحالات الاستعجالية على نقيض تلك المتواجدة ببلديتهم؛ فيما يضطر البعض حتى إلى التنقل إلى عاصمة الولاية على بعد يزيد عن 10 كيلومترات شرق البلدية أو إلى العيادة المتعددة الخدمات بالعفرون أو موزاية. وحسب ما علمته يومية “الفجر”، فإن والي الولاية وخلال آخر زيارة ميدانية له إلى بلدية شفة اطلع على هذا الوضع وأبدى موافقته على إعادة تأهيل هاته المراكز الصحية عن طريق أشغال توسعة. في حين أوضحت مصادرنا أن الخارطة الصحية للولاية كانت تنص على ترقية المركز الصحي الجواري ببلدية شفة إلى عيادة متعددة الخدمات وذلك منذ سنة 2007 وليس الاكتفاء بإعادة توسيعه أو تجهيزه بالمعدات الطبية اللازمة، وهو الأمر الذي من المفترض أن تضطلع به المصالح البلدية. في حين يجري التفكير حاليا باستغلال مقر المديرية الجهوية للضرائب من أجل تحويله إلى عيادة متعددة الخدمات من شأنها التخفيف من معاناة المواطنين ببلدية شفة ولتخفيف الضغط عن عيادة موزاية التي تستقبل مواطني هاته البلدية.