عدد القراء 1 أقر وزير الصحة وإصلاح المستشفيات جمال ولد عباس نهار أمس من وهران بوجود نقص فادح في التجهيزات الطبية المتطورة وكذا ندرة كبيرة في الأدوية مؤكدا أن وزارته تعمل على تدارك النقائص واتخاذ كامل التدابير لحل الأزمة التي أثرت على العديد من المستشفيات الموزعة عبر تراب الوطن بالرغم من أن سوق الأدوية في الجزائر مازال يعاني من إضطرابات وندرة حادة في الأدوية الأساسية خاصة منها تلك المتعلقة بالأمراض المزمنة والأدوية الفصلية . جاء هذا التصريح خلال إشراف ولد عباس على إفتتاح الطبعة الخامسة عشر للصالون الدولي للأدوية والتجهيزات الطبية سيماس 2012 بمركز المؤتمرات أحمد بن حمد بوهران و الذي عرف مشاركة 115 عارضا من 22 دولة ،حيث قدموا عروضهم المختلفة حول المنتوجات والتجهيزات الطبية والصيدلانية ويهدف اللقاء الطبي هذا إلى بحث سبل تطوير الصناعة الصيدلانية ببلادنا و إقامة علاقات شراكة بين المشاركين وقد طاف السيد الوزير بأجنحة المعرض أين تعرف على مختلف المنتجات الصيدلانية ،مؤكدا على أن مشكل ندرة الأدوية سيتم حله الفترة المقبلة إلى جانب تفادي الندرة من خلال بحث سبل تطوير الإنتاج الطبي المحلي ،مشددا على ضرورة الحد من تضخيم فواتير إستيراد المادة الأولية للأدوية التي كانت السبب وراء ندرة الأدوية وقال وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، إن اقتناء العتاد الطبي لدى المستوردين مرهون باحترامهم لدفتر الشروط الجديد. وذكر ولد عباس في تصريح للصحافة أن تموين المؤسسات الإستشفائية العمومية بالعتاد الطبي من قبل المستوردين "مرهون باحترامهم لدفتر الشروط الجديد الذي يلزمهم بالموازاة باقتحام المجال الصناعي في هذا المجال". وأضاف الوزير أنه "يستوجب" على الممونين الناشطين بالجزائر في مجال العتاد الطبي "السهر على تكوين الإطارات والتقنيين الجزائريين والعمل على النقل التكنولوجي وضمان الصيانة والتصليح المستمر" إلى جانب "اقتحام عالم الصناعة الطبية حتى من خلال انتاج قطع الغيار" . وأشار ولد عباس أن هذه السياسة تندرج في إطار استرتيجية وطنية للتطوير التكنولوجي والصناعي في المجال الطبي لا سيما منه "البحث عن ضمان فعالية ونجاعة أكبر في التأطير" لفائدة المرضى مبرزا أن ذلك يمثل "أولوية" بالنسبة للقطاع. واعتبر الوزير أن المخططات التنموية التي تشمل قطاع الصحة بالوطن على غرار العدد الهائل من المنشآت قيد الانجاز "تحتاج الى توفير حظيرة كبيرة من العتاد العصري". وأوضح أنه بالإضافة الى 7800 مؤسسة استشفائية وطبية تحصيها الجزائر يتم حاليا تجسيد برنامج انجاز 22 مركز وطني ضد داء السرطان والاستعداد لانجاز ثلاثة مراكز استشفائية جامعية كبرى بالجنوب مشيرا الى "الحاجة" إلى عتاد طبي "جد متطور" خاص بالمراكز الموجهة لمكافحة السرطان. وفي مجال الأدوية ذكر السيد ولد عباس أن القطاع يعتزم رفع الإنتاج الوطني وبلوغ نسبة 70 بالمائة من حجم الإستهلاك الوطني للأدوية وذلك مع أفاق 2014. وذكر في هذا الصدد أن قطاع الصحة سيعمل على "تشجيع بروز أقطاب مدمجة" للصناعة الصيدلانية والتحفيز نحو انتاج الأدوية التي تسجل ارتفاعا في الطلب عليها، مشيرا من جهة أخرى أنه وابتداءا من ماي القادم سيتم توفير الأدوية الخاصة بداء سرطان الدم بعد أن شهدت تذبذبا في التموين. وبالنسبة لاستراتيجية تنمية إنتاج الدواء بالوطن أوضح وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أن ذلك "يحتاج الى استثمار عميق" وشراكة ما بين متعاملين وطنيين وأجانب الى جانب الاستثمار الأجنبي المباشر. وأضاف في ذات السياق أنه تم منذ 18 شهرا تقريبا استثمار ما قيمته 364 مليون دولار في مجال تطوير انتاج الدواء . وثمن الوزير في هذا الصدد الأعمال المنجزة على مستوى مجمع "صيدال" والذي أصبح ينتج نسبة 9 بالمائة من الإستهلاك الوطني. يذكر أن الصالون الدولي للأدوية والعتاد الطبي الذي يحتضنه مركز الاتفاقيات "محمد بن أحمد " لوهران الى غاية 21 أفريل الجاري يشهد مشاركة حوالي 250 شركة من 22 بلدا . ويشار أن هذه التظاهرة التي سجلت طبعتها الأولى بوهران سنة 1998 قبل أن تتحول إلى الجزائر العاصمة تنظمها شركة "كريز اليد-إتصال" الناشطة في مجال إقامة التظاهرات الإقتصادية الكبرى.