عدد القراء 1 أسبوع يمر على الحملة الانتخابية والتي تحج فيها الأحزاب من كل حدب وصوب إلى كل ولايات الوطن بحثا عن أصوات تقتنع ببرامجهم وتبعد شبح العزوف الذي يلوح في الأفق البعيد حتى لا نقول القريب. حملة "باردة" يقابلها لهيب أسعار المنتوجات الغذائية ،هي إذن معادلة تشريعيات 2012 أمام شرخ في بعض الأحزاب التي تتآكل فيما بينها وتغييب للأحزاب الجديدة التي لا يعرفها المواطن حتى يفهم ما بجعبتها من برامج وطموح للتغيير، أسبوع يمر على الحملة الانتخابية ولم تصل رائحتها إلى أنوف الجزائريين الذين فضلوا تشغيل هوائيتهم المقعرة باتجاه الرئاسيات الفرنسية وما ستسفر عنه النتائج وما مدى تأثيرها على موضوع الهجرة و"الفيزا". لافتات بيضاء في عز الحملة الانتخابية، تمزيق للبعض وغياب لبعض الأحزاب هو المشهد اليومي الذي يمكن للمتتبع أن يستشفه ويعاينه عن كثب ،كما أن اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات قد سجلت سلسلة من الخروقات خلال الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية مثل استعمال الوزراء المترشحين لإمكانات الدولة لحسابهم الخاص على الرغم من التحذير الذي وجهه الرئيس بوتفليقة للوزارء الراغبين في الترشح كما أنه تمت الخروقات على مستوى اللغة وهذا باستعمال اللغة الفرنسية في الحملة وتعليق صور مرشحيها خارج الفضاءات الخاصة بذلك مع استعمال الدين الإسلامي كشعار في الحملة بالإضافة الى استغلال بعض الوزراء لانجازات الحكومة وإظهاره في سياق الانجازات الشخصية. إن كل هذه التصدعات والخروقات هي الغالبة على المشهد السياسي في الجزائر في هذه الفترة ،حتى أنها قضت على حماس الحملة وكأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة حسب المتتبعين ،والتي جعلت المترشحين في ضفة والمواطن في ضفة أخرى وصارت الثقة ضئيلة بين الطرفين إن لم نقل معدومة، فالمواطن اليوم يملك تجربة مع السياسة والأحزاب ومن الصعب أن يعطي صوته هكذا وفقط وتحت مظلة الواجب الوطني ،كونه تيقن أن وعود الأحزاب مثل "وعود الخطيب قبل الزواج "،فالكل يعد بلبن العصفور ويرسم معالم لإمبراطوريات غابرة ويقابله الجزائريون ب"لمن تقرأ زبورك يا داوود "، فالأجدر اليوم على هذه الأحزاب وحسب الشارع الجزائري الذي يتفاعل مع الانتخابات الفرنسية أكثر من التشريعيات ،أن تبحث عن كيفية وطريقة لإبعاد شبح العزوف بدل الحديث عن نزاهة الانتخابات من عدمها ،فالظروف تغيرت والمواطن الجزائري صار ناضجا سياسيا أكثر من أي وقت مضى ،وبذلك فإن إقناعه يحتاج إلى الملموس بدل الخطابات الرنانة التي تراكمت على الجزائريين حتى أصبحوا طرشان لكل ما هو انتخابات وسياسة بشكل عام .