تريد دول غرب افريقيا المجاورة لمالي تعزيز السلطات الانتقالية القائمة في باماكو العاجزة امام تحركات المجموعات الاسلامية المسلحة التي تسيطر على شمال البلاد وترتكب عدة تجاوزات بينها تدمير اضرحة اولياء في تمبكتو.ومنذ الانقلاب الذي اطاح في 22 مارس الرئيس امادو توماني توري، لم تتمكن السلطات الانتقالية التي تولت السلطة بعد انسحاب العسكريين من منع تقدم المجموعات الاسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، في شمال البلاد.وباتت مجموعتا انصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا تسيطران مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي على ثلاث مناطق كبرى واقاليم ادارية تضم شمال البلاد هي تمبكتو (شمال غرب) وغاو (شمال شرق) وكيدال (اقصى الشمال الشرق).وانتصرت المجموعتان على المتمردين الطوارق في حركة تحرير ازواد الذين شنوا عليهم هجوما في شمال مالي في جانفي.وارتكبت مذذاك عدة تجاوزات في هذه المنطقة التي لم تعد فيها الادارة المركزية قائمة ولا حتى الجيش الذي مني بهزائم.واثار تدمير انصار الدين في الايام الثلاثة الماضية لاضرحة اولياء مسلمين ولباب مقدس في مسجد في تمبكتو صدمة في مالي وفي العالم. ودانت منظمة اليونيسكو التي ادرجت تمبكتو على لائحة التراث العالمي المعرض للخطر "بشدة" الثلاثاء بتدمير هذه المعالم التاريخية المسلمة داعية الى وضع حد لهذه "الاعمال المسيئة".لكن يبدو ان لا شيء يلجم التفوق الاسلامي وامام عجز باماكو تنظم دول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا السبت "قمة مصغرة" في واغادوغو يشارك فيها ممثلون من مالي لتشكيل حكومة قوية.والاثنين اعلن وزير خارجية بوركينا فاسو "علينا النظر في تشكيل حكومة توافق واسع حكومة وحدة وطنية ستكون قادرة على مواجهة التحديات التي تشهدها مالي".واضاف "نريد ان ينظم الماليون وحدة مقدسة حول الاهداف الكبرى الواجب بلوغها" خصوصا "ادارة الازمة في شمال" البلاد.ودول المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا مستعدة لارسال قوة عسكرية الى مالي لكنها تنتظر للقيام بذلك الحصول على الضوء الاخضر من السلطات المالية والاممالمتحدة. وصرح الرئيس الغيني الفا كوندي لفرانس برس في باريس "ان حكومة الوحدة الوطنية ستحظى بشرعية للمطالبة بتدخل القوات الافريقية في الشمال. لا يمكن تسوية مشكلة الشمال في حال لم نقم اولا بتسوية مشكلة باماكو". لكنه استبعد ان يحارب الافارقة المتمردين الطوارق في حركة تحرير ازواد العلمانيين الذين غالبا ما يعتبر بانهم يشكلون حاجزا لمواجهة الاسلاميين الذين يريدون فرض الشريعة في كل مالي.ويستعد الاسلاميون من جانبهم الى تدخل محتمل من دول غرب افريقيا وزرعوا الغاما في محيط غاو، وكذلك لهجوم مضاد من المتمردين الطوارق الذين طردوا من المدينة في 27 جوان بعد معارك عنيفة مع حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا اوقعت ما لا يقل عن 35 قتيلا.وصرح ابو وليد صحراوي المتحدث باسم حركة التوحيد والجهاد في غرب "نعم لقد زرعنا الغاما عسكرية للدفاع عن المدينة من هجمات. اعداؤنا ايضا كل الدول التي سترسل مقاتلين الى هنا".كما اعلن ان مجموعته كبادرة حسن نية افرجت عن 25 متمردا من الطوارق اسروا خلال المعارك في غاو.وفي تمبكتو لم تستأنف عملية تدمير الاضرحة والمساجد صباح الثلاثاء. وزار اعضاء في انصار الدين الاسواق ليطلبوا من التجار عدم زيادة اسعار السلع الاساسية. من جهته صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان لفرنسا "املا كبيرا" في ان يصدر مجلس الامن في وقت قريب قرارا يجيز انتشار قوة افريقية في مالي.وقال فابيوس للصحافيين في ختام لقاء مع نظيره الالماني غيدو فسترفيلي "لدينا امل كبير في ان يتم تبني" قرار.وكان قادة غرب افريقيا دعوا الجمعة مجلس الامن الى "الاسراع" في التصويت على قرار يجيز ارسال قوة اقليمية الى مالي للتصدي الى الجماعات الاسلامية التي استولت على شمال هذا البلد.ولفت الوزير الفرنسي الى ان صيغة اولى للقرار اعتبرت "غير واضحة بما يكفي من قبل البعض".واضاف "ان (مشروع) قرار جديد تجري مناقشته في الاممالمتحدة. ولدينا امل كبير في ان يتم تبنيه. وسيسمح ذلك لاصدقائنا الافارقة باتخاذ جملة من القرارات المستندة بالطبع الى الشرعية الدولية".