بسطت سيطرتها الكاملة على العاصمة المالية تمبكتو بعد قتال عنيف ^ الاتحاد الإفريقي يلوح بالتدخل العسكري لطرد التنظيمات المسلحة ^ تحذيرات من استدراج قوى عالمية من بينها واشنطن، إلى المنطقة أيمن. س/ وكالات
نقلت وكالة الأنباء الفرنسية أمس، عن شهود عيان أن متمردي «الحركة الوطنية لتحرير أزواد» غادروا تمبكتو وضواحيها بعد تلقيهم أمرا بإخلائها من «حركة أنصار الدين»، لتكتمل سيطرة هذا التنظيم وحلفائه من فصائل أخرى على شمال مالي بعد معارك عنيفة في غاو سقط فيها أكثر من عشرين قتيلا. وتحدث مالك فندق في تمبكتو للوكالة عن أوامر وجهتها «أنصار الدين» لمقاتلي حركة تحرير أزواد بترك المدينة خلال ساعتين، وهو ما حدث فعليا. وقالت الوكالة إنها لم تستطع الوصول إلى مسؤولين في حركة أزواد أو جماعة أنصار الدين للتعليق على الخبر. وفي تطور نوعي باتجاه تحويل الشمال المالي إلى ملاذ استراتيجي لتنظيم القاعدة بديل عن الملاذ الأفغاني، تمكنت حركة «التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا» من السيطرة الكاملة على مدينة غاو بعد معارك عنيفة مع متمردي الطوارق ممثلين ب«الحركة الوطنية لتحرير أزواد». وعلى الفور سيرت «حركة التوحيد» دوريات في المدينة اعتقلت خلالها عديد المدنيين المناوئين لها. ويجني «المتشددون» بمالي والبلدان المحيطة بها، وفق تقرير للموقع الإخباري «العرب أون لاين»، ثمرات وضع مثالي بعد الفوضى التي صاحبت ثورات الربيع العربي، وخصوصا في ليبيا حيث انفتحت أمامها مخازن معمر القذافي المتخمة بشتى أنواع الأسلحة والذخائر. كما تروج أنباء عن استفادتهم المباشرة من دعم مالي من قبل دولة قطر وفق ما أوردت منذ أسابيع صحيفة «لوكانار أونشينيه» الفرنسية في مقال ورد بعددها الصادر في السادس جوان الجاري تحت عنوان «صديقنا القطري يمول إسلاميي مالي». وينطوي تركيز ملاذ لتنظيم القاعدة بمالي بالذات المتاخمة لدول الشمال الإفريقي العربية على مخاطر جمة، لجهة كون التنظيم سيعمل على تحويل الشمال المالي إلى قاعدة خلفية للتدريب والتسليح والإمداد لمهاجمة تلك الدول ومن بينها من تحتوي بعض مناطقها الوعرة والمنعزلة على خلايا للتنظيم، حيث لم تفلح كل الجهود والمقدرات المالية والعسكرية في استئصاله. ومن المخاطر أيضا استدراج قوى عالمية على رأسها الولاياتالمتحدة التي دأبت على اتخاذ محاربة التنظيم ذريعة للتدخل في مناطق من العالم على غرار اليمن وأفغانستان. وحالة التمرد التي بدأت بالشمال المالي انطلقت بالأساس باعتبارها حركة للطوارق المطالبين بحكم ذاتي في المنطقة، إلا أن «المتشددين» سرعان ما سيروها لصالحهم في عملية أشبه بالانقلاب. وقال المتحدث باسم حركة «التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا» عدنان أبو وليد الصحراوي في بيان مقتضب «سيطرنا على مقر الحاكم «الذي كان تحت سيطرة متمردي الطوارق» ومقر سكن بلال اغ شريف امين عام الحركة الوطنية لتحرير ازواد الذي فر مع جنوده». وأفادت مصادر في المنطقة أن زعيم الطوارق بلال اغ شريف أصيب الأربعاء الماضي خلال المعارك ونقل إلى واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو، من دون تحديد مدى خطورة إصابته.
من ناحية أخرى، قال رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي إنه لا يستبعد اللجوء إلى الخيار العسكري لمواجهة الجماعات المسلحة التي تسيطر على إقليم أزواد شمالي مالي. وأشار جان بينغ إلى أن الاتحاد الإفريقي يبحث عن حلول سياسية للأزمة لكنه لم يستبعد اللجوء إلى حل عسكري بعد استنفاد الحلول السياسية. وأوضح أن مجلس الأمن الدولي طلب من الاتحاد الأفريقي إيضاحات بشأن إمكانية القيام بعمل عسكري ضد هذه الجماعات. ومن المقرر أن يعقد قادة دول المجموعة الاقتصادية في غرب أفريقيا غدا الجمعة اجتماعا جديدا في ياماسوكرو لمناقشة إرسال قوة مسلحة إلى مالي، وهي الفكرة التي طرحت رسميا على السلطات الانتقالية في باماكو.