يشتكي مرتادو السوق الجواري للألبسة والأواني المنزلية المتواجد بحي بومعطي ببلدية الحراش شرق العاصمة من الوضعية المزرية التي آل إليها هذا الأخير، فسرعان ما يلاحظ كل من يقصده صور الإهمال وغياب التهيئة التي يشهدها، والمتجلية خاصة في اهتراء حالة الأسقف وتآكل الأرضية، إضافة إلى التدهور الذي تعرفه شبكة صرف المياه، كلها عوامل اجتمعت لتحوّل السوق إلى منطقة منكوبة ونائية تنعدم فيها أدنى ضروريات ومتطلبات الممارسة التجارية الصحية، ومع انتفاء هذه الأخيرة توضع صحة المستهلكين على المحك، فعلى الرغم من أنه يعتبر من أقدم الأسواق الشعبية على مستوى البلدية، إلا أن كل من يقصده سواء من الزبائن أو التجار يتأسفون لحاله، حيث أضحت أرضيته المتآكلة عبارة عن مجموعة من الحفر الواسعة والعميقة إضافة إلى غياب شبكة الصرف الصحي، والتي تسبب في تحويل الممرات الداخلية الضيقة للسوق وبمجرد تساقط قطرات المطر الأولى إلى برك كبيرة من المياه الراكدة، حوّلت السوق وفي دقائق معدودة إلى منطقة منكوبة، وما زاد الطين بلة حسب تأكيدات التجار وفي سياق حديثهم للجزائر الجديدة، أن تلك المياه تتسرب إلى داخل المحلات بفعل تراكمها، الوضع الذي أثار امتعاضهم واستيائهم الشديد كما أن هذه الحالة الكارثية التي يشهدها قد تسببت في إزعاج المتسوقين الذين يقبلون عليه من مختلف البلديات المجاورة للتبضع واقتناء ما يحتاجونه من أغراض مختلفة وبأسعار معقولة تتماشى ودخل المواطن البسيط، فتحول ممراته إلى شبح مسابح استحالت عليهم المرور والتنقل بين محلاته، وهذا رغم محاولات التجار المتكررة واليائسة في إيجاد حلول مؤقتة لهذه الأزمة الخانقة التي تسببت في عزوف العديد من المواطنين من الذهاب إليه خلال فصل الأمطار، كالاستعانة ببعض القطع الخشبية والحجارة لتسهيل المرور عليهم، بالإضافة إلى لجوئهم لاستخدام بعض الأكياس البلاستيكية لتغطية السوق ومنع تسرب مياه الأمطار، محاولة منهم للتقليل من حجم المشكلة خوفا من تفاقم الوضع. وفي سياق ذي صلة، أكد بعض التجار للجزائر الجديدة، أنهم قد رفعوا العديد من الشكاوي والنداءات للسلطات المحلية، وخلال عدة مناسبات قصد الإسراع في تهيئة السوق، بتعبيد أرضيته وتوفير البالوعات وشبكة الصرف الصحي، حتى يتم وضع حد لمعاناتهم التي طال أمدها، لا سيما وأنهم يشتكون من هذه الوضعية منذ عدة سنوات خلت، دون أن تلتفت إلى وضعيتهم المزرية السلطات المتعاقبة على تسيير شؤون البلدية، الأمر الذي تسبب في حدوث تذمر واستياء كبير في أوساط التجار. ونتيجة لهذا كله، يجدد تجار ومرتادو سوق بومعطي مطلبهم من السلطات المحلية بضرورة رد الاعتبار للسوق بتهيئته وتحسين أوضاعه في أقرب الآجال، قبل أن تسوء حالته أكثر فأكثر، من ناحية أخرى وفي ذات السياق، يناشد هؤلاء المسؤولين، إنجاز أسواق جوارية ومحلات تجارية لاحتواء ظاهرة التجارة الفوضوية على مستوى البلدية نظرا لما تمثله من تهديد للقمة عيشهم.