تعهد الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى، بأن يجعل من الأرندي الذراع الواقي والحصن المنيع الذي يقف في وجه المناورات الداخلية والخارجية التي تحاك ضد الجزائر، والحيلولة دون ضرب مصلحة واستقرار الوطن، وأوضح اويحيى في رسالة بعث بها إلى المشاركين في الندوة السياسية المنعقدة أمس بفندق السفير بالعاصمة، بمناسبة الذكرى الثالثة عشر لتأسيس التجمع الوطني الديمقراطي ، قرأها عضو المكتب الوطني روابح، أن جهد العائلة السياسية ونضالاتها ومواقفها الثابتة تؤكد باستمرار أن مرجعيات حركة التحرير الوطني والحرص الدائم على تجسيد المبادئ والقيم المدونة في بيان أول نوفمبر، هي المنارة التي لا يخبو إشعاعها في كل الأهداف التي ينشدها التجمع الوطني الديمقراطي الذي يحتفل اليوم بذكرى ميلاده الثالثة عشر، وأضاف أويحيى مخاطبا إطارات ومناضلي حزبه، أنكم مطالبون ومدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتسلح بما يلزم من العزيمة والإقدام لمواصلة نقل هذه الأهداف من نطاق الشعارات إلى دائرة الفعل. باتجاه أفق استكمال التقويم الوطني الذي ينضوي تحت لوائه التجمع الوطني الديمقراطي بقناعة لا تلين وبكل فخر واعتزاز، وفي هذا الإطار فإن التقويم الوطني يستقي زاده وغذاءه من صلب مفاهيم العدالة الاجتماعية والديمقراطية والجمهورية، ووحدة وسلامة الأمة وجغرافيتها. وحتى يفي استكمال التقويم بكل مدلولاه مقاصده، فإنه يتطلب بدل كل الجهود كما يجب أن لا يتوقف عند حد دحر ما تبقى من الإرهاب المتعنت، بل ينبغي أن يمتد إلى ترسيخ ثقافة المصالحة الوطنية في المجتمع، فبعد أن أدينا بالأمس يقول أحمد أويحي واجبنا في محاربة الإرهاب والتلاعب السياسي بالإسلام وبمقومات الهوية الوطنية، فإننا مضطرون ومجبرون على تقديم دعمنا الكامل والغير مشروط لخيار المصالحة التي تأتي تتويجا للمنهج الذي سمح للجزائر باستعادة أمنها وعافيتها واستقرارها ومكانتها في المحافل الدولية. انطلاقا من سياسة الرحمة والحوار الوطني إلى مرحلة الوئام المدني ثم المصالحة الوطنية التي ستعزز قريبا بإجراءات العفو الشامل، دون أي تفريط في محاربة الإرهاب التي لم ولن تفتر إلى غاية القضاء نهائيا على جذور وفلول الإرهاب، وأضاف أمين عام الأرندي، أن الجزائر اليوم بفضل تضحيات الواجب الوطني وتفاني قوات الأمن وفي ظل السياسة الحكيمة للرئيس بوتفليقة، أصبحت في مأمن من الجنون القاتل للإرهاب والمغامرات السياسوية التي كادت أن تعصف ببلادنا منذ بداية العقد الأخير من القرن المنقضي، اليوم هاهي الجزائر تتذوق من جديد نعمة الاستقرار السياسي التي اضمحلت وما كثير من الطابوهات في ظل التعددية والقطيعة النهائية مع المزايدات، ولا يمكن لأي كان أن يتجاهل أو يتغافل عما تم تحقيقه في هذا المسار برأي أحمد أويحيى، الذي قال أنه في ظل هذا الاستقرار السياسي الذي شارك الأرندي بقسط وفير في استتابه إلى جانب شركائه في التحالف الرئاسي والفعاليات الحزبية الأخرى، يحق لنا أن نعتز بالانجازات التي حققها التجمع الوطني الديمقراطي، في مختلف الاستحقاقات التي شهدتها الساحة السياسية، والتي كان آخرها التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، حيث حقق نتائج أكثر من ايجابية لم تكن متوقعة، ومن هذا المنطلق، فإنه أصبحنا مطالبين بالمثابرة في الاتصالات والإنصات إلى تطلعات مختلف فئات المجتمع ورفع الغبن عنها، وفي هذا الظرف بالذات، فإن الحكومة تعمل بكل وسائلها على لملمة جراح أبنائها وتخطي أزمتها المالية، وتسعى إلى دفع عجلة التنمية بقوة من خلال إرادة سياسة اتضحت معالمها ونتائجها جليا في شكل برامج إنمائي عمومية غير مسبوقة سواء من حيث الهياكل القاعدية أو في قطاعات المواصلات والسكن والفلاحة، بالإضافة للمجهودات المعتبرة المبذولة لتحفيز الاستثمارات المنتجة. وأردف الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أنه في هذا السياق لا يفوتنا التذكير بأن ديناميكية التحولات الوطنية الضرورية في عالم لا مكان فيه للضعفاء، كانت هي الدافع لجملة الإجراءات الاقتصادية التي تم اتخاذها مؤخرا، والتي اخترقت جدار لوبيات الريع والضغوطات المختلفة داخل وخارج الوطن، والتي ترمي في مجموعها إلى ترقية الاقتصاد وحمايته من الخروقات الداخلية والخارجية، وكذا إلى تشجيع الاستثمار المنتج خاصة الوطن. وفي هذا المنظور فإن الانشغال بدفع وتيرة التنمية الوطنية تقتضي الإجمال حولها، داعيا إلى المزيد من المثابرة في التحسيس بضرورة تغيير الذهنيات والسلوكات التي يتجلى بها الكثير من المسؤولين في شكل استباحة المال العام والاختلاسات والرشوة والمحسوبية، وبعد أقر أحمد أويحيى بوجود هذه السلوكات السلبية، قال أن الآفات التي استشرت في المدة الأخيرة ستنخر لا محالة مقدرات الأمة وترهن مستقبل الأجيال، ولذلك فلا مناص من إعلان الحرب على الظاهرة التي نوعا آخر من أنواع الإرهاب الذي تواجهه الجزائر. داعيا الأحزاب السياسية والمجتمع المدني إلى محاربة هذه السلوكات الشاذة بقوة العدالة والقانون وبصفة دائمة بعيدا عن مفاهيم الحملات الظرفية والتوظيف السياسي والمغالطات المبيتة.