دخل ما يقارب 200 لاجئ مالي معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، إلى الأراضي الموريتانية، هروبا من أعمال العنف الدائر في شمال مالي بين الجيش المالي والفرنسي من جهة، والمسلحين الإسلاميين من جهة أخرى، و في وقت يتواصل القصف الجوي للطيران الفرنسي للمناطق التي تسيطر عليها الجماعات الإسلامية المسلحة، أكدت مصادر فرنسية عسكرية أن معدات هذه المجموعات ودرجة تدريبها وقدرتها على القتال جيدة و تنبئ بالخطر. و أوضحت مصادر فرنسية أن أكثر من 200 لاجئ مالي دخل موريتانيا، بعد تأزم المواجهات بين الجيش المالي و الفرنسي من جانب و بين المسلحين الإسلاميين من جانب آخر، و بحسب ذات المصدر، فقد دخل هؤلاء اللاجئون الأراضي الموريتانية أول أمس الأحد قادمين من بلدة "ليره" الحدودية التي تبعد حوالي 150 كيلومترا من بلدة "كونا" مسرح المعارك العنيفة الدائرة في وسط مالي. و أكدت هذه المصادر أن السلطات المحلية الموريتانية رحبت بهؤلاء النازحين وبدأت في إحصائهم استعدادا لإيوائهم في مخيمات اللاجئين بمنطقة فصاله. و من جانب آخر أكد مصدر فرنسي عسكري أن القوات الفرنسية المقاتلة في مالي تواجه مجموعات مدربة بشكل جيد ومجهزة بمعدات حديثة ومتطورة، وقال ذات المصدر "صدمنا كثيرا بحداثة معدات هذه المجموعات ودرجة تدريبها وقدرتها على القتال"، مضيفا أن ذلك "ظهر جليا باستهداف هذه المجموعات لمروحية فرنسية وإصابة قائدها بجروح قاتلة"، وكان وزير الدفاع الفرنسي "جان إيفي لودريان" قد أعلن السبت المنصرم عن مقتل ضابط في سلاح الجو أثناء قصفه لأهداف تابعة للجماعات المسحلة في بلدة كونا بوسط مالي، بعد إصابته بقذيفة أثناء جلوسه في مقصورة قيادة المروحية، و في ذات الصدد أكد ذات المصدر استعداد طائرة ميراج 2000 للانطلاق من قاعدة عسكرية فرنسية في نجامينا بتشاد. و من جهتها أكدت حركة أنصار الدين بأنها تمكنت من بسط سيطرتها بالكامل على قرية "ديابيلي" القريبة من مدينة كونا وذلك رغم القصف الجوي الذي تقوم به الطائرات الفرنسية، وكان عمدة المدينة "عمار دياكتي" قد وجه نداء استغاثة قال فيه بأن قوات أنصار الدين تزحف باتجاه المدينة القريبة من الحدود الموريتانية والتي كان الجيش المالي قد اغتال فيها مجموعة من الدعاة المسالمين قبل أشهر. بشرى.س