قرّرت دول غرب إفريقيا بشكل عاجل إرسال قوات إلى مالي، بعد تدهور الأوضاع الأمنية بها، تزامنا مع تسارع دول غربية وفي مقدمتهم فرنسا إلى إرسال قواتها للمشاركة في القتال إلى جانب الجيش المالي، وهو القرار الذي لقي دعما بريطانيا، تليها الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد أن وافق البنتاغون على تقاسم معلومات المخابرات مع فرنسا والدعم اللوجستي، فيما حظي «بيان أدرار» بتوقيع قبائل الشمال، خاصة بعد ورود أنباء عن سقوط ضحايا مدنيين إثر القصف الجوي، وتعرف الحدود الجزائرية - المالية طوقا امنيا محكما ازداد تشديدا مع اندلاع الحرب. أعلنت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا عن قرار إرسالها قوات بشكل فوري إلى مالي، وجاء في بيان للمجموعة، أن رئيس ساحل العاج الحسن واتارا الذي يتولى الرئاسة الدورية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا التي مقرها فى ابوجا بعد التشاور مع نظرائه وانسجاما مع القرار 2085 الصادر عن مجلس الأمن يقرر السماح بإرسال قوات على الأرض بشكل فروى فى إطار القوة الدولية لدعم مالي وذلك لمساعدة الجيش المالي فى الدفاع عن سلامة الأراضي، وجاء هذا القرار بعد إعلان الجيش المالي أن قوات فرنسية ونيجيرية وسينغالية تشارك فى القتال الى جانب الجيش المالي ضد الجماعات المسلحة فى وسط البلاد، التي استولت عليه. مشروع المصالحة الوطنية يحظى بتأييد أعيان قبائل شمال مالي
من جهة أخرى، التقى بولاية أدرار أعيان قبائل شمال المالي لبحث سبل حل الأزمة بهذه المنطقة الواقعة بالساحل الإفريقي وذلك بحضور شيوخ وأعيان من مناطق أدرار وتمنراست. وقد جرى اللقاء تحت إشراف شيخ الزاوية مولاي توهامي غيتاوي الذي أكد أن الضمير الإنساني يحتم على الجميع تكثيف الجهود وتوحيدها من أجل إنهاء الخلاف القائم بين الإخوة الفرقاء بشمال دولة مالي المجاورة والتي تربطها علاقات تاريخية وأخوية متينة مع الجزائر، وتشمل هذه المقترحات المعنونة ب«مسودة مشروع المصالحة الوطنية المالية» الاتفاق على جملة من البنود التي تشمل بالأساس مناقشة مطالب كل طرف من أطراف النزاع والتخلي عن العنف وعدم المساس بوحدة التراب المالي وتقديم ضمانات من الحكومة المالية بعدم المتابعة القضائية أو تهديد أمن كل مجموعة تتخلى عن السلاح. وفي بيان ختامي توج اللقاء، تمت الدعوة للعودة إلى الميثاق الوطني الموقع عليه سنة 1991 بين الفصائل المتنازعة والحكومة المالية برعاية جزائرية وتحيين هذا الميثاق وتكييفه مع الظروف الراهنة إلى جانب العمل باتفاق الجزائر الموقع سنة 2006 وتفعيل الاتفاقية الموقعة مؤخرا بالجزائر من قبل حركة تحرير أزواد وحركة «أنصار الدين» والمتضمنة تحقيق مصالحة وطنية بين الحركتين. كما شدد الأعيان والوجهاء في «بيان أدرار» على ضرورة الحفاظ على الوحدة الترابية لدولة مالي ورفض كل أشكال الصراع القبلي والعنف بكل أشكاله مباركين في الوقت ذاته مبادرة الشيخ مولاي التوهامي غيتاوي رئيس اللجنة الوطنية للعقلاء والأعيان بجنوب الجزائر في هذا الجانب. كما طالب المشاركون الأعيان المشايخ بالإفراج الفوري ودون مساومات عن الديبلوماسيين الجزائريين المختطفين بشمال دولة مالي.
الجيش المالي يعلن عن استعادة كونا والجماعات المسلحة تنفي
قال مسؤول في وزارة الدفاع في مالي، إن القوات المسلحة استعادت السيطرة على بلدة كونا في وسط البلاد من أيدي المتمردين بدعم فرنسي، لكن ولد بو عمامة المتحدث باسم حركة «أنصار الدين» نفى هذه المعلومات، وأكد أن الجيش المالي تعرض لخسائر كبيرة وهدد ولد بوعمامه بالانتقام من القوات الفرنسية والرعايا الفرنسيين الموجودين في الأراضي المالية، وكان الرئيس المالي بالوكالة "ديونكوندا ترواري"، قد وعد من وصفهم بالمجموعات الإسلامية المسلحة في شمال البلاد برد قاس وواسع، وذلك بعد قيام الجيش المالي بشن هجوم على هذه المجموعات مدعوما بإسناد عسكري فرنسي وأفريقي، وقال الرئيس تراوري في رسالة إلى الأمة مساء أول أمس «بصفتي رئيسا للجمهورية بالوكالة وقائدا أعلى للقوات المسلحة وإزاء التطورات الأخيرة على صعيد العمليات العسكرية ليس أمامي من خيار سوى إعلان التعبئة العامة حول جيش مالي العظيم للتصدي لزحف المسلحين الإسلاميين حتى وأن اقتضى ذلك التضحية بالنفس».
مواجهات دامية بين مقاتلي «أنصار الدين» والجيش
قالت مصادر محلية إن القصف الذي شنته الطائرات الفرنسية، صباح الجمعة، على منطقة كونا في وسط مالي، نجم عنه مقتل عدد من المدنيين في المنطقة التي سقطت بيد مقاتلي «أنصار الدين» وما يسمى ب«تنظيم القاعدة»، بعد مواجهات دامية مع وحدات عسكرية تابعة للجيش المالي، ترابط على الخط الفاصل بين الجنوب ومناطق الشمال التي تسيطر عليها الحركات المسلحة الإسلامية. وكانت مصادر أخرى قد أكدت مقتل أربعة من مقاتلي جماعة «أنصار الدين» الإسلامية، وأكد وزير الدفاع الفرنسي جان إيفي لودريان أن طيارا فرنسيا قتل خلال الغارات الجوية التي ينفذها الطيران الفرنسي في وسط مالي، فيما أكدت حركة «أنصار الدين» إيقاعها لمروحيتين فرنسيتين.