أعلن وزير خارجية مالي، تيمان كوليبالي، أن من الواجب تنفيذ العمليات العسكرية في مالي حتى النهاية والقضاء على الشبكات الإرهابية في البلاد، داعيا السلطات الفرنسية للإبقاء على تواجدها العسكري في مالي، مؤكدا أن هدف هذه التدخل لا يجب أن يقتصر على تحرير مالي فحسب بل تحرير منطقة الساحل كلها من هذا التهديد الإرهابي، ولكن أيضا أوروبا وفرنسا والعالم. وقال وزير الخارجية المالي، في تصريح أمس، "نحن نريد، ان تستمر فرنسا في تنفيذ مهمتها حتى النهاية، وان تساعد في إعادة وحدة الأراضي المالية"، وأضاف: "هدف هذه الحرب لا يجب أن يقتصر على تحرير مالي بل تحرير منطقة الساحل كلها من هذا التهديد الذي لا يهددنا فحسب، ولكن أيضا أوروبا وفرنسا والعالم"، وأشار وزير الخارجية في السياق ذاته أن التحقيق قد بدأ في الإعدامات التي نفذها جنود الجيش النظامي في المدن المحررة، مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة البدء بالتحقيق في الجرائم التي ارتكبها المتطرفون والطوارق في شمال البلاد أيضا. وقال في هذا الشأن "يجب أن يعاقب كل من ارتكب جريمة، لأن العدالة هي ثمن المصالحة تشكيل لجنة وطنية للمصالحة في مالي وفي ذات الصدد أشار كوليبالي، إلى أن الحوار السياسي في مالي سيستمر بموجب خارطة الطريق التي اقرها البرلمان في شهر جانفي المنصرم، والتي تتضمن إجراء انتخابات عامة في البلاد قبل نهاية شهر جويلية القادم، وقال في هذا الشأن "سيتم قريبا تشكيل لجنة وطنية للمصالحة، لأنه في جميع الأحوال يجب على مواطني مالي أنفسهم البحث عن سبيل للتحاور فيما بينهم، ولكن بالطبع ضمن الحدود التي حددناها قبل عدة أشهر"، وأضاف "لا يمكن أن تناقش مسائل تشمل وحدة الأراضي المالية وعلمانية الدولة ووحدة الأمة". وفيما يخص الحركة الوطنية لتحرير أزاواد، التي تطالب بالحكم الذاتي للطوارق المقيمين في الشمال، أوضح الوزير فإنها "ليست الممثل الوحيد لمصالح سكان شمال مالي"، وتعهد كوليبالي في سياق متصل أن الحوار سيتم بمشاركة كافة أطراف المجتمع في مالي"، وكانت الحركة الوطنية لتحرير ازاواد وحلفاؤها في "الحركة الإسلامية في ازاواد" قد أعلنوا في نهاية جانفي، عن الاستعداد للتعاون مع القوات الفرنسية وأيضا المساهمة بنشاط في مكافحة الإرهاب وتسوية الأزمة، ولكن الخبراء المحليين، يشيرون إلى أن الجيش المالي يتخذ موقفا سلبيا من آفاق هذا الحوار مع الطوارق الانفصاليين. وكان الوزير كوليبالي قد اتهم في الاسبوع الماضي الحركة الوطنية لتحرير ازاواد بالمشاركة في العمليات الإرهابية التي تنفذها القاعدة في بلدان المغرب الإسلامي وكذلك التي تقوم بها حركة الوحدة والجهاد لغرب إفريقيا. وللإشارة، نشرت فرنسا 3500 جندي من القوات البرية وطائرات مقاتلة وعربات مدرعة في إطار عملية سيرفال "القط البري" المستمرة منذ ثلاثة أسابيع، و ذكرت مصادر عسكرية أن طائرات حربية فرنسية قصفت معسكرات للإسلاميين في أقصى شمال مالي بعد يوم من زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولوند للدولة الواقعة في غرب أفريقيا، و كان المتحدث باسم الجيش الفرنسي في باريس تييري بوركار، و قد أعلن الأحد المنصرم، أن الغارات التي شنت استهدفت قواعد للإمداد والتموين ومخيمات تدريب يستخدمها من سماهم المتمردون المرتبطون بالقاعدة قرب بلدة "تساليت" الواقعة على بعد 20 كيلومترا شمالي كيدال عاصمة الإقليم هي إحدى البوابات الرئيسية إلى جبال إدرار إفوغاس، القريبة من الحدود الجزائرية. بشرى. س