أفاد تقرير إخباري أمريكي أن الجيش الأمريكي كان على دراية تامة بكل تحركات مختار بلمختار، قائد عمليات الاختطاف التي راح ضحيتها العديد من الرعايا الغربيين في منطقة الساحل، غير أن واشنطن لم تصدر أوامر بقتله، ل "كونه لم يتورط في الهجوم على المنشآت والمصالح الأمريكية في المنطقة". وذكرت تقارير إعلامية أن القوات الأمريكية كانت تتابع مختار بلمختار المكنى ب "الأعور"، قائد عملية اختطاف الرهائن الأجانب في الجزائر وقائد المقاتلين الإسلاميين في الصحراء قبل 10 سنوات، غير أن الأوامر لم تصدر لها بقتله، أو اعتقاله. وأوضح التقرير أن المخابرات الأمريكية تتبعت خطوات بلمختار مباشرة بعد عودته من أفغانستان، حيث تدرب واشترك في عمليات عسكرية مع تنظيم القاعدة، قبل أن يفر منها عقب سقوط حكم حركة طالبان، في التدخل العسكري الأمريكي في هذا البلد بحجة الرد على هجومات 11 سبتمبر 2001.. وأضاف التقرير أن بلمختار عندما كان متابَعا كان يتحرك مع مجموعة صغيرة من المقاتلين، وكان يقضى أغلب الوقت في شمال مالي. وتحدث التقرير عن زيارة بلمختار لعدد من الدول المجاورة للجزائر، وأن القوات الخاصة كانت في ذلك الوقت تتابع أيضاً بقايا المقاتلين الإسلاميين الذين رفعوا السلاح في وجه الحكومة الجزائرية لسنوات خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي، قبل أن يفروا تحت ضربات الجيش الجزائري، إلى الجنوب باتجاه الصحراء الكبرى. وأشار التقرير إلى أن عبد الرزاق البارا، الموجود بين أيدي السلطات الجزائرية، والذي قاد خليطاً من مقاتلين وعصابات إجرامية، كان من بين الذين عملوا مع بلمختار وساهموا في خطف 32 أوروبياً، وجمع 5 ملايين دولار مقابل إطلاق سراحهم، على حد ما أورده التقرير. ولاحظ التقرير أن القبض على عبد الرزاق البارا في دولة تشاد، جاء بعد المعلومات الاستخباراتية التي قدمها البنتاغون إلى دول في المنطقة، ما مكنها من طاردته واعتقاله في الأخير. ومعلوم أن موقع "ويكيليكس"، كان قد نشر وثائق تابعة للخارجية الأمريكية قبل 3 سنوات، أشارت إلى أن السفيرة الأمريكية لدى مالي في ذلك الوقت، فيكي هدلستون، أرسلت تقريراً إلى وزارة الخارجية الأمريكية حذرت فيه من قتل بلمختار الذي كان في شمال مالي في ذلك الوقت. وذكرت السفيرة هدلستون، في ذلك الوقت، حسب وثائق "ويكيليكس"، أن قتل بلمختار سيثير معارضات عنيفة، وغير عنيفة، ضد الولاياتالمتحدة في مالي وفي بقية دول المنطقة، على اعتبار أن بلمختار ينتمي إلى القبائل العربية في شمال مالي، والتي تتهم حكومة مالي بأنها تقع تحت سيطرة القبائل الإفريقية في الجنوب.