تشهد مدينة تلمسان هذه الأيام تحضيرات حثيثة لاستقبال بعض الوفود الأوربية أغلبهم من جنسيات فرنسية والّذين سيقومون بزيارات إلى عدد من المواقع التاريخية والدينية، حيث أكدت مصادر رفيعة المستوى أن من بين هؤلاء من هم من اليهود، والذين سيزورون تلمسان في رحلة حج إلى قبر الحاخام إفرانيم ألان كاوا بحي قباسة. وفي هذا الصدد قامت السلطات الولائية وبلدية تلمسان بإعادة تهيئة وطلاء مجموعة من المواقع اليهودية بما في ذلك البنايات التي تعود إلى العهد الاستعماري بوسط مدينة تلمسان والتي ستكون محل زيارات يقوم بها بعض السياح الذين أكدت بشأنهم مصادر متطابقة بأنهم من الأقدام السوداء المنحدرين من أصول يهودية يحملون جوازات سفر من دول أوربية أغلبها فرنسيية، في رحلة بداية شهر ماي المقبل الذي يصادف موسم حج اليهود الذين كانت لهم آخر زيارة خلال سنة 2005 ليتوقف بعد أحداث غزة.هذا وأشارت مصادر رفيعة المستوى أن زيارة هولاند إلى تلمسان مرفوقا بممثل الطلبة اليهود ومجموعة من يهود فرنسا هو من سهل إعادة موسم الحج حيث سمحت السلطات التلمسانية لوفد يهودي بزيارة قبر قباسة يوم عيد الأضحى الماضي بسرية بعدما حطوا بميناء الغزوات واستغلوا انشغال المسلمين بعيدهم. هذا ولم يعد خافيا على سكان مدينة تلمسان الكبرى التواجد الملفت للنظر للأقدام السوداء وهم يأخذون صورا فوتوغرافية للعديد من البنايات كتلك الواقعة في شارع فرنسا وغيرها من الأماكن الأخرى، بل تجد البعض منهم حسب ما كشف عنه مصدر مطلع مزودين بخرائط تحدد أهم الأماكن التي يريدون التوجه إليها وهي مواقع اليهود ومساكنهم القديمة، وغالبا ما تكون هذه المواقع التي تحددها الخرائط، يهودية، مثل مقبرة اليهود بمنطقة قباسة، حيث ينام الحاخام آفراييم آلان كاوا الذي يعد ضريحه من بين الأماكن الأكثر تقديسا لليهود، خاصة الحجاج منهم لأداء طقوسهم الدينية والتعبدية والمعروفة في الأوساط الشعبية ب"الهيلولة اليهودية "، والمقصود بها الاحتفال بالطقوس الدينية وإحياء شعائر الديانة اليهودية أمام ضريح الحاخام آلان كاوا. هذه الطقوس التي غالبا ما تنحصر في الطواف على الضريح ورشه بكمية من الماء والملح مع الانغماس في حالة لاهوتية تعبدية قبل التوجه إلى المقبرة اليهودية، حيث يتم هنالك زيارة الأضرحة ووضع حجر صغير على كل ضريح في إشارة منهم أنهم زاروا الأضرحة، ففي كل زيارة يعمد اليهود إلى التعامل بهذا السلوك، وهو ما حدث في آخر موسم حج لليهود بتلمسان خلال شهر ماي من سنة 2005، لتنتهي الاحتفالات الدينية بسهرة موسيقية يحييها حفيد الحاخام آلان كاوا من خلال تقديم نوطات موسيقية على آلة البيانو. وإن كانت هذه الاحتفالات اليوم قد اقتصرت على ما سبق ذكره، فإنه في الماضي وحسب شهادات سكان تلمسان القديمة فإن الاحتفالات قديما كانت تجرى في شكل كرنفال يجوب شوارع تلمسان يتقدمه جوق موسيقي قبل أن ينتهي الحفل بعقد قران للعديد من الأزواج اليهود الذين يتم عقد قرانهم أمام الضريح تعبيرا منهم على استمرارية وبقاء سلالة اليهود لتقدم الحلويات على الحجاج التي يتم تزيينها بحبات الكرز التي يعتقدون أنهم هم من قاموا بزرع هذا النوع من الثمار ونقلوها إلى تلمسان. موسم حج اليهود إلى تلمسان وإن كان قد تم إلغاؤه بعد الأحداث التي عرفتها فلسطينالمحتلة والمجزرة التي ذهب ضحيتها أبناء قطاع غزة بالرغم من أن جموع اليهود من الأقدام السوداء سبق لهم وأن أكدوا أنهم ليسوا صهاينة وأنهم ضد الأحداث اللاّإنسانية التي يقوم بها الإسرائليون بفلسطين متهمين ما أسموهم ب"اليهود المتطرفين" وأنهم يهود فرنسيين، إلا أنه وبالرغم من كل ذلك عرفت تلمسان زيارات في شكل إنفرادي تتكون من شخصين إلى أربعة أشخاص بداعي زيارات سياحية، بعدما رفعت الجمعيات الفرنسية للأقدام السوداء أياديها إثر انكشاف أمرها، خاصة جمعية “لامور دو سيال" للأقدام السوداء التي سبق لها وأن أعدت أشرطة وثائقية تم عرضها في قاعات العرض بفرنسا تحت عنوان “عودة الأقدام السوداء إلى “لامور دو سيال" والمقصود بها أولاد ميمون، بالإضافة إلى جمعية أصدقاء تلمسان التي يقودها أندري شريبط وغيرها من الجمعيات الأخرى التي تحاول الدخول إلى التراب الجزائري بنية إعداد تقارير وحصر الممتلكات من أجل المطالبة بالتعويضات التي تبقى إحدى النقاط التي تسعى هذه الفئة إلى كسبها بالرغم من خروجها طواعية من أرض الجزائر بعد ما وقفت بجانب الاستعمار الفرنسي ضد لجزائر والجزائريين. رغم أن الشعب الجزائري وكما كشفت عنه الذاكرة التاريخية، استقبلهم أحسن استقبال ومنحهم الاستقرار بالجزائر وخير دليل على ذلك الحاخام أفراييم آلان كاوا الذي هرب من بطش الروم ليجد نفسه في عصر الزيانيين محاطا برعاية السلطان الذي منحه منزلة الملوك. هذا وتحاول الطائفة اليهودية الفرنسية التي عمرت بتلمسان من 1492 إلى سنة 1962 أين غادرت الجزائر مع آخر فوج من المعمرين تحاول اليوم إعادة موسم الحج اليهودي إلى تلمسان خاصة وأن الطائفة اليهودية من يهود فرنسا الّذين سبق لهم الإقامة بتلمسان قد استغلوا زيارة الرئيس الفرنسي هولاند إلى تلمسان من أجل تمرير مطالبهم التي يتقدمها مطلب إعادة موسم الحج مع موسم الكرز خلال بداية شهر ماي،كما يحاول اليهود استغلال الوضع لترميم بعض السكنات بشارع اليهود وسط تلمسان وإعادة تهيئة المقبرة اليهودية بقباسة وموقع الحاخام إفرانيم ألان كاوا وهو ما سيتصادم برفض سكان تلمسان لهذا التصرف الذي سبق وأن أثار ضجة كبرى سنة.2005 ح.شيماء