قعدة عاصمية زينتها " البوقالة " كتبتها الشاعرة فوزية لرادي عرض المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي أمسية أول أمس مسرحية " جات ماني " عن فكرة للكاتبة الشاعرة فوزية لرادي التي أدت مرغمة دور"ماني"أوالجدة ،بعد انسحاب اضطراري لصاحبة الدورالمفترض ،وهي مسرحية تراثية تتطرق لجوانب من العادات والتقاليد العريقة من خلال "قعدة عاصمية نسوية حول مائدة قهوة، تجمع الجدة والأم والحفيدة،زينتها البوقالة رمز الفأل الحسن ،ففي ديكور جميل يحاكي إحدى دور القصبة بدأ العرض الجميل بعد أن دخلت "ماني " الجدة من وسط الجمهور وقد قرأت قصيدة شعبية مطلعها " أنا بنت الحسب والنسب والكرم والجود عندنا ، جدي على جدو كسب الرجلة والنيف سرنا ،وماني على مانيها عجب خبرة ومعارف جاتنا ،القيمة والهمة والرتب والصنايع زادت في شاننا"،وهي قصيدة تحكي عملية انتقال العادات والتقاليد من الجدات إلى الحفيدات مرورا بالأمهات ،وقد زاد من جمال القعدة بساطتها والحوار البسيط القريب إلى قلوب وعقول الجمهورالذي كان متشكلا من العائلات،جمهور كان متواضعا لكن متفاعلا ،ولعلها الخرجة الأولى ، وقد تستقطب المسرحية في وقت لاحق عددا أكثر بعد إجراء بعض اللمسات عليها،وقد أصرت الشاعرة سليمة سلام حيرش على نقل تهانيها ل لرادي كممثلة هذه المرة ،لقد حققت ماني " فوزية لرادي " رقما قياسيا من حيث عدد الضحكات،ويبدومثلما قال الشاعر ياسين وليد عزوز أنها كانت تضحك من نفسها ،وهي عادة من لم يمارس التمثيل طويلا . استحضرالعرض المسرحي القصير "جات ماني" جاءت جدتي جوانب من العادات والتقاليد العريقة من خلال "قعدة عاصمية نسوية حول مائدة قهوة" في هذه "القعدة العاصمية" التي حضرت فيها كل لوازم الديكورالأنيق لبيوت القصبة العتيقة من أوان نحاسية جميلة و دفء المفرش الحريري و الزرابي المزركشة كما حضرت أيضا الأزياء العاصمية المتأصلة التي لم تعد تظهرإلا في المناسبات والأفراح مثل"سروال الشلقة" و"السروال لمدوار"و القويط" و"محرمة لفتول" فقد أعادت فوزية لرادي كاتبة النص والشاعرة الشعبية خلال ساعة من الزمن الركحي لحظات من الحياة اليومية "الدزيرية" عبرجلسة نسويه بامتياز جمعت ثلاثة أجيال الجدة و الأم و الابنة الصغرى وكانت الزيارة الخفيفة التي قامت بها "الجدة" التي جسدت دورها بأصالة وعفوية كاتبة النص -التي تقف لأول مرة على الخشبة لأداء الدور مجبرة بعد انسحاب الممثلة- ،أدت دور الام المطربة شهرزاد أمينة ،وكانت فرصة لتبادل أطراف الحديث بين الشخصيات الثلاث في جو حميمي مرح حول الأمور اليومية، وقد استطاعت الجدة بذكائها و لباقاتها المعهودة من جعل الحوار يتسرب بهدوء نحو أمور أكثر جدية تتعلق بالأصالة و التراث و أهمية الحفاظ عليهما و تمريرالمشعل للأجيال القادمة دون تناقض ذلك مع ضرورة مسايرة التطور و التفتح عل العالم، بأسلوب بسيط قريب من الجمهور مررت الجدة رسالتها إلى حفيدتها الطالبة الجامعية مستعملة الإرث الشفوي من أشعار وأمثال و أقوال منثورة مشحونة بالمعاني العميقة خلاصة تجارب الأولين و قد حضرت أيضا "البوقالة " هذا اللون من الأدب الشعبي الأشعارالقصيرة المستمدة من التراث الجزائري التي تقرا في السهرات في أجواء متميزة وتعتبربمثابة "فال" تساهم في صنع أجواء حميمية. و قد أعطى مخرج المسرحية سيد احمد قارة ،الذي رأى بأنه كان مساعدا فقط وكل اعمل انجزته فوزية ،وقد سبق و أن تعامل مع فوزية في عمل حول "البوقالة "أنتج في2007 كامل الحرية لشخصيات العرض مما خلق تواصلا مع الجمهورالذي وجد في ما قدم جانب من واقعه. عدة خليل خلال فعاليات مهرجان الفيلم الأمازيغي نور الدين لوحال يدعو عبر"لننقذ دورنا السينمائية" لاسترجاع دور السينما لمهامها توغل الكاتب الصحفي نور الدين لوحال عبر مؤلفه الجديد "لننقذ دورنا السينمائية"، في واقع دور السينما في الجزائر العاصمة و الوضعية التي آلت إليها في السنوات الأخيرة، مرفقا بمجموعة من الصور التي تشهد على مدى تدهور هذا التراث الثقافي. الكتاب الذي كتبت مقدمته وزيرة الثقافة خليدة تومي، قدم أمس الأول بتيزي وزو على هامش فعاليات الطبعة ال13 لمهرجان الفيلم الأمازيغي، اعتبرته تومي بمثابة صرخة صادرة عن القلب و تأتي في أوانها في الظرف الراهن المتميز بعزائم متعددة من أجل إرجاع دور السينما إلى السينما و عشاقها، و من جانبه اعتبر صاحب الكتاب أن تدهور حالة قاعات عروض الفن السابع التي صنعت في الماضي أمجاد العاصمة تعود إلى سنة 1977 و ذكر في هذا الشأن أن البلديات قامت بالتنازل عن العديد من هذه القاعات لفائدة الخواص "و يجهل اليوم من يملكها، مشيرا إلى أنه باستثناء قاعات العرض لكل من " سييرا مايسترا" و " دوبيسي" و " أفريك"" التي استفادت من أشغال الترميم و التأهيل، فإن معظم القاعات الأخرى حولت إلى نشاطات لا علاقة لها بالثقافة على غرار قاعات "إليت"بالقبة التي تحولت إلى قاعة للأرشيف و "جرجرة" بشارع العقيد عميروش التي أصبحت مفرغة تطرح فيها بقايا ورشة بناء تابعة لأحد الخواص و "فولنتير" التي تحولت إلى محل لبيع الألبسة الجاهزة و "مونديال" ببلوزداد التي أصبحت محلا لبيع الألبسة القديمة، وسعيا منه إلى إنقاذ هذه الأملاك الثقافية فقد دعا الكاتب لوحال عشاق السينما إلى استحداث جمعية للدفاع عن هذه الأماكن للذاكرة الجماعية حتى تسترجع نشاطها الأصلي. مليكة.ب