تعاني العائلات القاطنة بالبيوت القصديرية المتواجدة بإقليم بلدية جسر قسنطينة مرارة العيش واستحالة الاستمرار في بيوت تفتقد للأدنى شروط الحياة هذا ما جعلهم وفي الكثير من المرات يطالبون السلطات المعنية التعجيل في قرارات ترحيلهم إلى سكنات لائقة، خاصة أن الوضع في تلك السكنات تفاقم وأصبح لا يطاق. وحسب الإحصاء الأخير الذي قامت به مصالح البلدية تم تسجيل 8700 عائلة تقطن بهذه السكنات موزعين على ستة مواقع أهمها وحسب الكثافة السكنية عين المالحة يضم أكثر 3000 عائلة، حي الرملي يضم أكثر من 2750 عائلة والذي قام قاطنوه خلال نهاية الأسبوع الماضي بحركة احتجاجية للتعبير عن سخطهم عن الوضع الذي يتخبطون فيه أكثر من 50 سنة والتي انتهت بتقديم وعود من قبل السلطات مفادها ترحيلهم إلى سكنات لائقة بعدما تم إدراجهم ضمن البرنامج الذي أقرّ به رئيس الجمهورية والذي دخل حيّز التنفيذ منذ شهر مارس والتي ستستمر إلى غاية أكتوبر المقبل، هذا بالإضافة إلى حي الشوك الذي يعرف هو الآخر كثافة سكانية معتبرة والذي تجاوز وحسب ذات المصالح 800 عائلة. هذه العائلات وحسب تصريحاتهم عانوا الأمرين بإقامتهم في تلك السكنات التي تفتقد لأدنى مقومات العيش الكريم، حيث تنعدم جل مؤشرات التنمية من سكن، مياه، طرقات وغاز المدينة. كما يشكو السكان من انعدام قنوات الصرف الصحي، ما أرغمهم على إنجاز حفر تصب فيها مختلف الإفرازات المنزلية وما تشكله من أخطار تهدد صحة القاطنين، هذا فضلا عن الروائح الكريهة المنبعثة منها والأمراض التي انتشرت وسط هؤلاء كالأمراض المزمنة والحساسية والتي مست مختلف الفئات، خاصة الأطفال الذين لم يعد بإمكانهم تحمل المزيد من هذا الوضع، هذا ويضطر سكان هذه الأحياء إلى قطع مسافات طويلة بحثا عن المياه كون أن بيوتهم لم يتم ربطها بقنوات خاصة بنقل المياه. وما ضاعف من معاناة السكان انعدام طرقات تؤدي إلى تجمعاتهم السكنية، حيث أن معظم المسالك ترابية وعرة، لا تصلح للمرور والتي تتحول إلى برك والمستنقعات بمجرد تساقط أول قطرات للمطر، أين تمتلئ تلك الحفر المنتشرة على مستواها، هذا إلى جانب غياب وسائل النقل التي توصلهم إلى مساكنهم أو حتى بجانب الأحياء التي قطنوها وهذا راجع بالدرجة الأولى إلى الاهتراء والتدهور الذي يميّز معظم الطرقات. معاناة هؤلاء لا تعرف حدود إذ أنهم يقاومون كل شيء له صلة مع يوميات الحياة، بما في ذلك البحث المتواصل عن قارورات غاز البوتان التي غالبا ما تحمل على الأكتاف، وما زاد من متاعبهم النقص الذي تشهده هذه المادة مع بداية كل موسم شتاء. هذا ويضطر سكان هذه الأحياء إلى قطع مسافات طويلة بحثا عن الحياة كون أن بيوتهم لم يتم ربطها بقنوات خاصة بنقل المياه. هذا ويضاف إلى ذلك المعاناة الناجمة عن الظروف الاجتماعية التي أصبحت لا تطاق، حيث أصبحت السرقة والمخدرات بمثابة هاجس لا يفارق السكان الذين أصبحوا فريسة للمعتدين، ويرجع ذلك وعلى حد تعبيرهم إلى تجاهل السلطات لمطالبهم والتي طالما رفعوها والتي تحمل في طياتها معاناتهم ومطالبهم بالترحيل.