هي مأساة حقيقية بأتمّ المقاييس و جريمة مزدوجة تقشعر لها الأبدان و تشمئز لها الأنفس ، استيقظ على فزعها سكان حي السواكرية بمفتاح ، الذين لم يشهدوا من قبل حادثة أليمة مماثلة خاصة و أن المنطقة معروفة بهدوئها و بعدها عن الإجرام ، الضحية في واقعة الحال فردان تربطهما صلة قرابة و جوار بالجاني ، يتعلق الأمر بسيّدة في الخمسينات كانت نهايتها مأساوية على يد منفذ الجريمة قبيل رمضان المعظم ، إذ لم يكتفي بتلطيخ يديه بدمائها غدرا ، و راح يحرق جثتها بعد التنكيل بها بأبشع طريقة ، فيما نجا ابن شقيقة المرحومة من الموت المحتّم بقدرة قادر ، بعد تعرّضه لضربات ساطور قاتلة على مستوى الظهر ، أدخلته الغيبوبة فورا . مريم والي : تفاصيل هذه الجريمة المروّعة شهدها حي السواكرية التي تبعد عن مفتاح، مدينة البليدة ب 4 كلم ، في حدود الساعة الحادية عشر ليلا ، حينما تسلل المدعو " ع، إ " البالغ من العمر 32 سنة ، إلى شقة زوجة خاله المقيم في كندا ، و الملقبة عائلته في الحي ب " دار الميقري " ، و إلى جانب صلة القرابة التي تربط مرتكب الجريمة بالضحيتين ، فإن الأطراف على علاقة جوار جنبا إلى جنب ، حيث أن المرحومة اعتادت من فترة إلى أخرى القدوم إلى بيتها ، و كانت لها نيّة تمضية شهر رمضان المعظم بين أهلها بعيدا عن ديار الغربة ، لكنها حرمت من ذلك بعدما غدر بها قريبها الذي خطط لتنفيذ جريمته بإحكام في حقّها، بعدما أعمى الطمع بصيرته و سرى حب المال بجنون في عروقه مجرى الدم ، خصوصا و أن زوج الضحية قدم إليها من كندا و غادر أرض الوطن قبل يومين من تنفيذ الجريمة ، ما دفع بقريبها إلى التخطيط لعملية سطو على بيت خاله المغترب في غيابه ، و في ليلة الأربعاء الماضية المصادفة ل 3 جويلية ، و بعد خلود الضحيتين للنوم ، تسلل المدعو " ع، إ" إلى بيتهما بدافع السرقة ، و لما اكتشفت المرحومة أمره ، قام بطعنها دون شفقة ، و لم تشفع لها توسّلاتها له برحمتها ، بعدها قام الجاني بذبحها ، و إحراق جثتها و إلقاء خزانة الغرفة عليها ، و من صرختها الأولى استيقظ من نومه فزعا ابن شقيقتها الذي يقيم معها ، كونها محرومة من نعمة الأولاد، و قام بالإلتحاق بها دون أن يدرك أن مصيره سيكون مشابها لها ، لكن مشيئة القدر أبت أن يخطفه الموت و يجعله في عداد الموتى، دون أن يكشف عن منفذ الجريمة الذي ضن أن ضحيته الثانية فارق الحياة هو الآخر، ليفرّ الجاني بجلده إلى وجهة مجهولة ، قبل أن يجعل ألسنة النيران تتصاعد في البيت الذي أحرقه بالكامل ، في محاولة منه لطمس آثار ما اقترفته يداه في حق قربيه ، لكن الشاب العشريني الذي تعرّض لضربات ساطور قاتلة على مستوى الظهر ، تمكّن و بخطى متثاقلة من مغادرة مسرح الجريمة إلى خارج البيت و دمائه تنزف ، و بلّغ جيرانه المتواجدين أنذاك للسهر في الحي بالجريمة و منفذها ، و يسقط بعدها مغشيا عليه ، ليتمّ نقله بعدها إلى مستشفى مفتاح ، أين أدخل قاعة الإنعاش بالنظر لإصابته البليغة ، فيما تنقلت مصالح الحماية المدنية و رجال الدرك و رجال من المجلس الشعبي البلدي ، بما فيهم " المير" ، فورا إلى عين المكان بعد بلاغ تلقته من مواطن من الجيران ، و قامت بتطويق المكان الذي التحق به الفضوليون ، و فيما أخمد رجال الحماية النيران المتصاعدة ، ضل رجال الدرك و إلى جانبهم الشرطة العلمية بالمكان إلى صبيحة الفجر ، من أجل الكشف عن خيوط الجريمة و ملابساتها ، و تكفلوا بنقل جثة الضحية إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى مفتاح من أجل تشريحها و الخروج بخلاصة التقرير الطبي ، فيما فتحت مصالح درك مفتاح بالتعاون مع مصالح الدرك بالأربعاء تحقيقا معمّقا في الجريمة ، و سخّرت كل وسائلها و قواتها من أجل الإيقاع بمنفذها المتواجد في حالة فرار ، فيما روّجت بشأنه أقوال أنه نفذها تحت تأثير المخدّر الذي أذهبه ملكة العقل ، خصوصا و أنه معروف بالحي بسلوكاته المنحرفة ، على عكس باقي أفراد عائلته المعروفين بأخلاقهم السوّية ، فيما شكلت الواقعة الحدث الذي استنفر منه سكان مفتاح و السواكرية بشكل خاص، و صار حديثهم في المقاهي و البيوت و الشوارع ، في الحمامات و صالونات الحلاقة مقتصرا على مسلسل الرعب الذي عاشوه ، خشية تكرار سيناريو أحداثه .